أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا) إلى قوله : (ما كانُوا يَحْذَرُونَ) (١). (بِما صَبَرُوا) بسبب صبرهم على الشدائد.
(وَدَمَّرْنا) وخرّبنا (ما كانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ) يعملونه من القصور وسائر العمارات (وَما كانُوا يَعْرِشُونَ) من الجنّات. أو ما كانوا يرفعون من البنيان ، كصرح (٢) هامان. وقرأ ابن عامر وأبو بكر : يعرشون بالضمّ.
وهذا آخر ما اقتصّ الله سبحانه من نبأ فرعون والقبط ، وتكذيبهم بآيات الله تعالى.
(وَجاوَزْنا بِبَنِي إِسْرائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتَوْا عَلى قَوْمٍ يَعْكُفُونَ عَلى أَصْنامٍ لَهُمْ قالُوا يا مُوسَى اجْعَلْ لَنا إِلهاً كَما لَهُمْ آلِهَةٌ قالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ (١٣٨) إِنَّ هؤُلاءِ مُتَبَّرٌ ما هُمْ فِيهِ وَباطِلٌ ما كانُوا يَعْمَلُونَ (١٣٩) قالَ أَغَيْرَ اللهِ أَبْغِيكُمْ إِلهاً وَهُوَ فَضَّلَكُمْ عَلَى الْعالَمِينَ (١٤٠) وَإِذْ أَنْجَيْناكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذابِ يُقَتِّلُونَ أَبْناءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِساءَكُمْ وَفِي ذلِكُمْ بَلاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ (١٤١))
ثمّ اقتصّ نبأ بني إسرائيل وما أحدثوا بعده من الأمور الشنيعة ، بعد إنقاذهم من فرعون ومعاينتهم للآيات العظام ، تسلية لرسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ممّا رأى منهم ،
__________________
(١) القصص : ٥ ـ ٦.
(٢) الصرح : القصر وكلّ بناء عال.