تغفر السيّئة ، وتبدّلها بالحسنة.
(وَاكْتُبْ لَنا فِي هذِهِ الدُّنْيا حَسَنَةً) حسن معيشة وتوفيق طاعة. قال هذا على لسان القوم. (وَفِي الْآخِرَةِ) أي : واكتب لنا في الآخرة أيضا حسنة. وهي الجنّة. (إِنَّا هُدْنا إِلَيْكَ) أي : تبنا إليك ، من : هاد إذا رجع وتاب. والهود جمع الهائد ، وهو التائب. ولبعضهم :
يا راكب الذنب هدهد |
|
واسجد كأنّك هدهد |
(قالَ عَذابِي أُصِيبُ بِهِ) أي : من صفته أنّي أصيب به (مَنْ أَشاءُ) تعذيبه ممّن عصاني ، واستحقّه بعصياني (وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ) في الدنيا ، المؤمن والكافر ، بل المكلّف وغيره ، بحيث لا أحد إلّا وهو متقلّب في نعمتي (فَسَأَكْتُبُها) فسأثبت هذه الرحمة في الآخرة كتبة خاصّة منكم يا بني إسرائيل (لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ) الكفر والمعاصي (وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ) خصّها بالذكر لإنافتها (١) ، ولأنّها كانت أشقّ عليهم (وَالَّذِينَ هُمْ بِآياتِنا يُؤْمِنُونَ) فلا يكفرون بشيء منها. يعني : للّذين يؤمنون في آخر الزمان من أمّة محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم بجميع آياتنا وكتبنا.
(الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِنْدَهُمْ فِي التَّوْراةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّباتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلالَ الَّتِي كانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (١٥٧))
وروي عن ابن عبّاس وقتادة وابن جريج أنّه لمّا نزلت : «ورحمتي وسعت
__________________
(١) أي : زيادتها ، يقال : أناف على كذا ، أي : زاد.