في فرسخ. وقيل لهم : إن قبلتموها بما فيها وإلّا ليقعنّ عليكم ، فلمّا نظروا إلى الجبل خرّوا سجّدا على أحد شقّي وجوههم ، ينظرون إلى الجبل خوفا من سقوطه.
وقوله : (خُذُوا) على إضمار القول ، أي : وقلنا : خذوا ، أو قائلين : خذوا (ما آتَيْناكُمْ) من الكتاب (بِقُوَّةٍ) بجدّ وعزم على تحمّل مشاقّه. وهو حال من الواو. (وَاذْكُرُوا ما فِيهِ) من الأوامر والنواهي ، فاعملوا به ولا تتركوه كالمنسيّ (لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) فضائح الأعمال ورذائل الأخلاق.
(وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قالُوا بَلى شَهِدْنا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هذا غافِلِينَ (١٧٢) أَوْ تَقُولُوا إِنَّما أَشْرَكَ آباؤُنا مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِنْ بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنا بِما فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ (١٧٣) وَكَذلِكَ نُفَصِّلُ الْآياتِ وَلَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (١٧٤))
ثمّ ذكر سبحانه ما أخذ على الخلق من المواثيق بعقولهم عقيب ذكر المواثيق الّتي في الكتب ، جمعا بين دلائل السمع والعقل ، وإبلاغا في إقامة الحجّة ، فقال : (وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ) أي : أخرج من أصلابهم نسلا بعد نسل وقرنا بعد قرن. و «من ظهورهم» بدل من «بني آدم» بدل البعض. وقرأ نافع وأبو عمرو وابن عامر ويعقوب : ذرّيّاتهم. ومن أفرد فللاستغناء عن جمعه ، لوقوعه