أيديكم مثلها : (وَمِنْ قَوْمِ مُوسى أُمَّةٌ) (١)». الآية.
وقال الربيع بن أنس : قرأ النبيّ هذه الآية فقال : «إنّ من أمّتي قوما على الحقّ حتّى ينزل عيسى عليهالسلام».
وعن عليّ عليهالسلام : «والّذي نفسي بيده لتفترقنّ الأمّة على ثلاث وسبعين فرقة ، كلّها في النار إلّا فرقة واحدة : (وَمِمَّنْ خَلَقْنا أُمَّةٌ) الآية ، فهذه الّتي تنجو».
وعن الباقر والصادق عليهماالسلام أنّهما قالا : «نحن هم».
واستدلّ به على صحّة الإجماع ، لأنّ المراد منه أنّ في كلّ قرن طائفة بهذه الصفة ، لقوله عليهالسلام : «لا تزال من أمّتي طائفة على الحقّ إلى أن يأتي أمر الله» ، إذ لو اختصّ بعهد الرسول أو غيره لم تكن لذكره فائدة ، فإنّه معلوم.
(وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لا يَعْلَمُونَ (١٨٢) وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ (١٨٣) أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا ما بِصاحِبِهِمْ مِنْ جِنَّةٍ إِنْ هُوَ إِلاَّ نَذِيرٌ مُبِينٌ (١٨٤) أَوَلَمْ يَنْظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما خَلَقَ اللهُ مِنْ شَيْءٍ وَأَنْ عَسى أَنْ يَكُونَ قَدِ اقْتَرَبَ أَجَلُهُمْ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ (١٨٥) مَنْ يُضْلِلِ اللهُ فَلا هادِيَ لَهُ وَيَذَرُهُمْ فِي طُغْيانِهِمْ يَعْمَهُونَ (١٨٦))
ولمّا ذكر سبحانه المؤمنين بمحمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم الهادين بالحقّ ، ذكر بعده المكذّبين
__________________
(١) الأعراف : ١٥٩.