ليسيروا أين شاؤا ، فقال خطابا للمشركين : (فَسِيحُوا فِي الْأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ) شوّال وذي القعدة وذي الحجّة والمحرّم ، آمنين أين شئتم ، وذلك لصيانة الأشهر الحرم من القتل والقتال فيها.
وقيل : إنّ براءة نزلت في شوّال سنة تسع من الهجرة ، وفتح مكّة سنة ثمان.
وقيل : كان ابتداؤها من النحر إلى العاشر من ربيع الآخر ، لأنّ التبليغ كان يوم النحر.
وهو الأصحّ ، لأنّه مرويّ عن أبي عبد الله عليهالسلام.
وقال ابن عبّاس : إنّما أجّلهم الأشهر الأربعة من شوّال إلى آخر المحرّم ، لأنّ هذه الآية نزلت في شوّال.
قال في الكشّاف : «كان نزول براءة سنة تسع من الهجرة ، وفتح مكّة سنة ثمان ، وكان الأمير عتّاب بن أسيد ، فأمّر رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أبا بكر على موسم الحجّ سنة تسع ، ثمّ أتبعه عليّا عليهالسلام راكبا العضباء ـ وهي ناقة رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ ليقرأها على أهل الموسم. فقيل له : لو بعثت بها إلى أبي بكر. فقال : لا يؤدّي عنّي إلّا رجل منّي. فلمّا دنا عليّ عليهالسلام سمع أبو بكر الرغاء فوقف ، فقال : هذا رغاء ناقة رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فلمّا لحقه قال : أمير أو مأمور؟ قال : مأمور.
وروي : أنّ أبا بكر لمّا كان ببعض الطريق هبط جبرئيل ، فقال : يا محمّد لا يبلّغ رسالتك إلّا رجل منك ، فأرسل عليّا عليهالسلام. فرجع أبو بكر إلى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فقال : يا رسول الله أشيء نزل من السماء؟ قال : نعم ، فسر وأنت على الموسم ، وعليّ ينادي بالآي. فلمّا كان قبل التروية خطب أبو بكر وحدّثهم عن مناسكهم. وقام عليّ يوم النحر عند جمرة العقبة فقال : يا أيّها الناس إنّي رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم إليكم. فقالوا : بماذا؟ فقرأ عليهم ثلاثين أو أربعين آية. وعن مجاهد ثلاث عشرة آية. ثمّ قال : أمرت بأربع : أن لا يقرب البيت بعد هذا العام مشرك. ولا يطوف بالبيت عريان. ولا يدخل الجنّة إلّا كلّ نفس مؤمنة. وأن يتمّ كلّ