فرض عليهم الصوم ولم يتعوّدوا ، فاشتدّ عليهم ، فرخّص لهم في الإفطار والفدية ، ثمّ نسخ بقوله : (فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ).
وقيل : هو الرخصة في الإفطار والفدية لمن يتعبه الصوم ويجهده ، وهم الشيوخ والعجائز والمراضع ، فيكون حكمه ثابتا. فهذا القول موافق لمذهبنا.
وروى أصحابنا عن أبي عبد الله عليهالسلام أنّ معناه : وعلى الّذين يطيقون الصوم ثم أصابهم كبر وعطاش وشبه ذلك فدية لكلّ يوم مدّ من طعام.
وقرأ نافع وابن عامر برواية ابن ذكوان بإضافة الفدية إلى الطعام وجمع المساكين. وقرأ هشام : مساكين بغير إضافة الفدية إلى الطعام.
(فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْراً) فزاد على مقدار الفدية (فَهُوَ) أي : التطوّع (خَيْرٌ لَهُ). وقرأ حمزة والكسائي : يطّوّع ، أي : يتطوّع (وَأَنْ تَصُومُوا) رفع على الابتداء ، أي : صيامكم أيّها المطيقون وجهدكم طاقتكم (خَيْرٌ) أي : أفضل ثوابا (لَكُمْ) من الفدية وتطوّع الخير ، أو منهما ومن التأخير للقضاء (إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ) ما في الصوم من الفضيلة وبراءة الذمّة. وجوابه محذوف ، دلّ عليه ما قبله ، أي : اخترتموه.
وقيل : معناه إن كنتم من أهل العلم والتدبّر علمتم أنّ الصوم خير لكم من الفدية والتطوّع.
(شَهْرُ رَمَضانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّناتٍ مِنَ الْهُدى وَالْفُرْقانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كانَ مَرِيضاً أَوْ عَلى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللهَ عَلى ما هَداكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (١٨٥))
ثمّ بيّن سبحانه وقت الصوم ، فقال : (شَهْرُ رَمَضانَ) مبتدأ خبره ما بعده ، أو