ثمّ ضرب الله لعباده مثلا ليرغّبهم به إلى طاعته ، ويزجرهم عن معصيته وكفران نعمته ، فقال : (وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلاً) للكافر والمؤمن (رَجُلَيْنِ) حال رجلين مقدّرين أو موجودين.
قيل : هما أخوان من بني إسرائيل ، كافر اسمه قطروس ، والآخر مؤمن اسمه يهوذا.
قيل : هما المذكوران في سورة الصّافّات في قوله : (قالَ قائِلٌ مِنْهُمْ إِنِّي كانَ لِي قَرِينٌ) (١). ورثا من أبيهما ثمانية آلاف دينار ، فتشاطرا ، فاشترى الكافر أرضا بألف.
فقال المؤمن : اللهمّ إنّ أخي اشترى أرضا بألف دينار ، وأنا أشتري منك أرضا في الجنّة بألف ، فتصدّق به.
ثمّ بنى أخوه دارا بألف.
فقال : اللهمّ إنّي أشتري منك دارا في الجنّة بألف ، فتصدّق به.
ثمّ تزوّج أخوه امرأة بألف.
فقال : اللهمّ إنّي جعلت ألفا صداقا للحور.
ثمّ اشترى أخوه خدما ومتاعا بألف.
فقال : اللهمّ إنّي اشتريت منك الولدان المخلّدين بألف ، فتصدّق به.
ثمّ أصابته حاجة ، فجلس لأخيه على طريقه ، فمرّ به في حشمه فتعرّض له ،
__________________
(١) الصافّات : ٥١.