(قالَ أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنا إِلَى الصَّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ وَما أَنْسانِيهُ إِلاَّ الشَّيْطانُ أَنْ أَذْكُرَهُ وَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ عَجَباً (٦٣) قالَ ذلِكَ ما كُنَّا نَبْغِ فَارْتَدَّا عَلى آثارِهِما قَصَصاً (٦٤) فَوَجَدا عَبْداً مِنْ عِبادِنا آتَيْناهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنا وَعَلَّمْناهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْماً (٦٥) قالَ لَهُ مُوسى هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلى أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْداً (٦٦) قالَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً (٦٧) وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلى ما لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْراً (٦٨) قالَ سَتَجِدُنِي إِنْ شاءَ اللهُ صابِراً وَلا أَعْصِي لَكَ أَمْراً (٦٩) قالَ فَإِنِ اتَّبَعْتَنِي فَلا تَسْئَلْنِي عَنْ شَيْءٍ حَتَّى أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْراً (٧٠))
ولمّا طلب موسى الحوت ، ذكر يوشع ما رأى منه وما اعتراه من نسيانه إلى تلك الغاية ، فدهش وطفق يسأل موسى عن سبب ذلك (قالَ) يوشع (أَرَأَيْتَ) ما دهاني (إِذْ أَوَيْنا إِلَى الصَّخْرَةِ) يعني : الصخرة الّتي رقد عندها موسى. وقيل : هي الصخرة الّتي دون نهر الزيت (١). (فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ) فقدته ، أو نسيت ذكره بما رأيت منه.
ثمّ اعتذر عن نسيانه ، فقال : (وَما أَنْسانِيهُ إِلَّا الشَّيْطانُ أَنْ أَذْكُرَهُ) وما أنساني ذكره إلّا الشيطان ، فإنّ «أن أذكره» بدل من الضمير. والحال وإن كانت عجيبة لا ينسى
__________________
(١) في هامش النسخة الخطيّة : «سمّي نهر الزيت لكثرة أشجار الزيت على شاطئه. منه غفر الله له».