الإنكار عليك. أو بشيء نسيته ، يعني : وصيّته بأن لا يعترض عليه. أو بنسياني إيّاها.
وهو اعتذار بالنسيان ، أخرجه في معرض النهي عن المؤاخذة مع قيام المانع لها ، لأنّه لا مؤاخذة على الناسي.
وقيل : أراد بالنسيان الترك ، أي : لا تؤاخذني بما تركت من وصيّتك أوّل مرّة ، كما روي عن ابن عبّاس : بما تركت من وصيّتك وعهدك. وعلى هذا ، فيكون النسيان بمعنى الترك ، لا بمعنى الغفلة والسهو.
وقيل : إنّه من معاريض الكلام الّتي يتّقى بها الكذب مع التوصّل إلى الغرض ، كقول إبراهيم : هذه أختي وإنّي سقيم. فمراده شيء آخر نسيه.
(وَلا تُرْهِقْنِي مِنْ أَمْرِي عُسْراً) فلا تغشّني عسرا من أمري ، وهو اتّباعه إيّاه.
يعني : ولا تعسّر عليّ متابعتك ، ويسّرها عليّ بالإغضاء وترك المناقشة والمضايقة والمؤاخذة على المنسيّ. و «عسرا» مفعول ثان لـ : ترهق ، فإنّه يقال : رهقه إذا غشيه وأرهقه إيّاه.
(فَانْطَلَقا حَتَّى إِذا لَقِيا غُلاماً فَقَتَلَهُ قالَ أَقَتَلْتَ نَفْساً زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ لَقَدْ جِئْتَ شَيْئاً نُكْراً (٧٤) قالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً (٧٥) قالَ إِنْ سَأَلْتُكَ عَنْ شَيْءٍ بَعْدَها فَلا تُصاحِبْنِي قَدْ بَلَغْتَ مِنْ لَدُنِّي عُذْراً (٧٦))
(فَانْطَلَقا) أي : بعد ما خرجا من السفينة انطلقا يمشيان في البرّ. ولم يذكر يوشع ، لأنّه كان تابعا لموسى ، أو كان قد تأخّر عنهما. وهو الأظهر ، لاختصاص موسى بالنبوّة ، واجتماعه مع الخضر في البحر. (حَتَّى إِذا لَقِيا غُلاماً فَقَتَلَهُ) قيل : فتل عنقه ، وكان يلعب