يَكادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلاً (٩٣) قالُوا يا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجاً عَلى أَنْ تَجْعَلَ بَيْنَنا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا (٩٤) قالَ ما مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْماً (٩٥) آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ حَتَّى إِذا ساوى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قالَ انْفُخُوا حَتَّى إِذا جَعَلَهُ ناراً قالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْراً (٩٦) فَمَا اسْطاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطاعُوا لَهُ نَقْباً (٩٧)قالَ هذا رَحْمَةٌ مِنْ رَبِّي فَإِذا جاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ وَكانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا (٩٨))
ثمّ بيّن سبحانه قصّة ذي القرنين ، فقال : (وَيَسْئَلُونَكَ عَنْ ذِي الْقَرْنَيْنِ) يعني : إسكندر الرومي ملك فارس والروم. وقيل : ملك الدنيا مؤمنان : ذو القرنين وسليمان ، وكافران : نمرود وبختنصّر ، وكان بعد نمرود.
قيل : إنّه كان عبدا صالحا ملّكه الله الأرض ، وأعطاه العلم والحكمة ، وألبسه الهيبة ، وسخّر له النور والظلمة ، فإذا سرى يهديه النور من أمامه ، وتحوطه الظلمة من ورائه. وقيل : كان نبيّا. وقيل : ملكا من الملائكة.
وعن عليّ عليهالسلام : «سخّر له السحاب ، ومدّت له الأسباب ، وبسط له النور ، فكان الليل والنهار عليه سواء ـ وهذا معنى تمكّنه في الأرض ـ وسهّل عليه المسير فيها ، وذلّل له طريقها وحزونها» (١).
وسئل عنه فقال : «أحبّ الله فأحبّه».
__________________
(١) الحزون جمع الحزن ، وهو ما غلظ من الأرض.