(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ كهيعص) أمال أبو عمرو الهاء ، لأنّ ألفات أسماء التهجّي عنده ياءات. وابن عامر وحمزة الياء. والكسائي وأبو بكر كليهما. ونافع بين بين.
ونافع وابن كثير وعاصم يظهرون دال الهجاء عند الذال ، والباقون يدغمونها.
وقد ذكرنا في أوّل سورة البقرة اختلاف العلماء في حروف المعجم الّتي في أوائل السور ، وشرحنا أقوالهم هناك. وقيل هاهنا : إنّها اسم هذه السورة ، أو اسم القرآن.
وحدّث عطاء بن ثابت ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عبّاس أنّه قال : إنّ «كاف» من كريم ، و «ها» من هاد ، و «يا» من حكيم ، و «عين» من عليم ، و «صاد» من صادق.
وفي رواية عطاء والكلبي عنه : أنّ معناه : كاف لخلقه ، هاد لعباده ، يده فوق أيديهم ، عالم ببريّته ، صادق بوعده ، فإنّ كلّ واحدة من هذه الحروف تدلّ على صفة من صفات الله عزوجل.
وعند بعضهم أنّ الياء إشارة إلى : يا من يجير ولا يجار عليه. وروي عن أمير المؤمنين عليهالسلام أنّه قال في دعائه : «أسألك يا كهيعص يا حمسق».
(ذِكْرُ رَحْمَتِ رَبِّكَ) خبر ما قبله إن أوّل بالسورة أو القرآن ، فإنّه مشتمل عليه. أو خبر محذوف ، أي : هذا المتلوّ ذكر رحمة ربّك. أو مبتدأ حذف خبره ، أي : فيما يتلى عليك ذكر رحمة ربّك. (عَبْدَهُ) مفعول الرحمة أو الذكر ، على أنّ الرحمة فاعل الذكر على الاتّساع ، كقولك : ذكرني جود زيد (زَكَرِيَّا) بدل من «عبده» ، أو عطف بيان له.
والمراد بالرحمة إجابته إيّاه حين دعاه وسأله الولد. وزكريّا اسم نبيّ من أنبياء بني