أبو عمرو وابن كثير وابن عامر وأبو بكر : متّ ، من : مات يموت.
(وَكُنْتُ نَسْياً) ما من شأنه أن ينسى ويطرح ولا يطلب ، كخرقة الطامث.
ونظيره : الذبح اسم ما من شأنه أن يذبح. وقرأ حمزة وحفص : نسيا بالفتح. وهو لغة فيه ، أو مصدر ـ كالحمل ـ سمّي به. (مَنْسِيًّا) متروك الذكر بحيث لا يخطر ببالهم.
(فَناداها مِنْ تَحْتِها) وهو عيسى. وقيل : جبرئيل ، كان يقبل الولد كالقابلة. وقيل : «تحتها» أسفل من مكانها.
وقرأ نافع وحمزة والكسائي وحفص وروح : من تحتها بالكسر والجرّ ، على أنّ في «نادى» ضمير أحدهما. وقيل : الضمير في «تحتها» للنخلة.
(أَلَّا تَحْزَنِي) أي : لا تحزني ، أو بأن لا تحزني (قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا) جدولا. هكذا روي مرفوعا. قيل : ضرب جبرئيل برجله ، فظهر ماء عذب.
وعن أبي جعفر عليهالسلام : «ضرب عيسى عليهالسلام برجله فظهرت عين ماء تجري».
وقيل : السريّ : السيّد الشريف ، من السرو ، وهو عيسى. وعن الحسن : كان والله عبدا سريّا.
(وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ) وأميليه إليك. والباء مزيدة للتأكيد ، كقوله : (وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ) (١). أو المعنى : افعلي الهزّ والإمالة به ، أو هزّي الثمرة بهزّه.
والهزّ تحريك بجذب ودفع. (تُساقِطْ عَلَيْكِ) تتساقط ، فأدغمت التاء الثانية في السين. وحذفها حمزة. وقرأ يعقوب بالياء. وحفص : تساقط ، من : ساقطت ، بمعنى : أسقطت. (رُطَباً جَنِيًّا) نضيجا. تمييز أو مفعول على حسب القراءة.
روي أنّها كانت نخلة يابسة لا رأس لها ولا ثمر ، وكان الوقت شتاء ، فهزّتها ، فجعل الله لها رأسا وخوصا ورطبا في غير أو انه دفعة واحدة ، فإنّ العادة أن يكون نورا أوّلا ، ثمّ يصير بلحا ، ثمّ بسرا في أوانه. وفيه : تسليتها بذلك ، لما فيه من المعجزات الدالّة على براءة ساحتها ، فإنّ مثلها لا يتصوّر لمن يرتكب الفواحش ، والمنبّهة لمن رآها على أنّ من
__________________
(١) البقرة : ١٩٥.