والمتّصلين به ، وأن يحظيهم بالفوائد الدينيّة ، ولا يفرّط في شيء من ذلك.
(وَكانَ عِنْدَ رَبِّهِ مَرْضِيًّا) لاستقامة أقواله وأفعاله كلّها.
روى أصحابنا عن أبي عبد الله عليهالسلام أنّه قال : «إنّ إسماعيل بن إبراهيم مات قبل أبيه إبراهيم ، وإنّ هذا هو إسماعيل بن حزقيل ، بعثه الله إلى قومه ، فسلخوا جلدة وجهه وفروة رأسه ، فخيّره الله فيما شاء من عذابهم ، فاستعفاه ورضي بثوابه ، وفوّض أمرهم إلى الله في عفوه وعقابه. وقد أتاه ملك من ربّه يقرئه السلام ويقول : قد رأيت ما صنع بك ، وقد أمرني بطاعتك ، فمرني بما شئت. فقال : يكون لي بالحسين عليهالسلام قدوة».
(وَاذْكُرْ فِي الْكِتابِ إِدْرِيسَ إِنَّهُ كانَ صِدِّيقاً نَبِيًّا (٥٦) وَرَفَعْناهُ مَكاناً عَلِيًّا (٥٧))
(وَاذْكُرْ فِي الْكِتابِ إِدْرِيسَ) وهو سبط شيث ، وجدّ أبي نوح. واسمه أخنوخ.
واشتقاقه من الدرس يردّه منع صرفه. وكذلك إبليس أعجميّ ، وليس من الإبلاس كما يزعمون ، ولا يعقوب من العقب ، ولا إسرائيل من إسراءل ، والأسر القوّة ، والإل هو الله ، كما زعم ابن السكّيت. ومن لم يحقّق ولم يتدرّب بالصناعة كثر منه أمثال هذه الهنات.
ولا يبعد أن يكون إدريس في تلك اللغة ملقّبا به لكثرة درسه ، إذ روي أنّه تعالى أنزل عليه ثلاثين صحيفة ، وأنّه أوّل من خطّ بالقلم ، ونظر في علم النجوم والحساب ، وأوّل من خاط الثياب ولبسها ، وكانوا يلبسون الجلود.
(إِنَّهُ كانَ صِدِّيقاً نَبِيًّا وَرَفَعْناهُ مَكاناً عَلِيًّا) رفيعا شريفا عند الله في رفعة الدرجة ومزيّة القربة. وقيل : المراد الجنّة. وقيل : السماء السادسة أو الرابعة ، فإنّه رفع إليها كما رفع عيسى وهو حيّ لم يمت. وروي عن أبي جعفر عليهالسلام «أنّه قبض روحه بين السماء الرابعة والخامسة».
واعلم أنّه يجوز أن يكون تقديم ذكر إبراهيم على موسى ، وموسى على إسماعيل ،