وإسماعيل على إدريس ، لأجل تقدّم شرف كلّ واحد منهم على الآخر ، ومزيّة مرتبة بعضهم على بعض على الترتيب المذكور.
(أُولئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ مِنْ ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنا مَعَ نُوحٍ وَمِنْ ذُرِّيَّةِ إِبْراهِيمَ وَإِسْرائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنا وَاجْتَبَيْنا إِذا تُتْلى عَلَيْهِمْ آياتُ الرَّحْمنِ خَرُّوا سُجَّداً وَبُكِيًّا (٥٨) فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَواتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا (٥٩) إِلاَّ مَنْ تابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صالِحاً فَأُولئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلا يُظْلَمُونَ شَيْئاً (٦٠) جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدَ الرَّحْمنُ عِبادَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّهُ كانَ وَعْدُهُ مَأْتِيًّا (٦١) لا يَسْمَعُونَ فِيها لَغْواً إِلاَّ سَلاماً وَلَهُمْ رِزْقُهُمْ فِيها بُكْرَةً وَعَشِيًّا (٦٢))
ولمّا فصّل سبحانه ذكر النبيّين ، ووصف كلّا منهم بصفة تخصّه ، جمعهم في المدح والثناء ، فقال : (أُولئِكَ) أي : هؤلاء المذكورون في السورة من زكريّا إلى إدريس (الَّذِينَ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِمْ) بأنواع النعم الدينيّة والدنيويّة (مِنَ النَّبِيِّينَ) بيان للموصول (مِنْ ذُرِّيَّةِ آدَمَ) بدل منه بإعادة الجارّ. ويجوز أن تكون «من» فيه للتبعيض ، لأنّ المنعم عليهم أعمّ من الأنبياء وأخصّ من الذرّيّة.
(وَمِمَّنْ حَمَلْنا مَعَ نُوحٍ) من ذرّيّة من حملنا خصوصا. وهم من عدا إدريس ، فإنّ إبراهيم كان من ذرّيّة سام بن نوح. (وَمِنْ ذُرِّيَّةِ إِبْراهِيمَ) الباقون (وَإِسْرائِيلَ) عطف على «إبراهيم» أي : ومن ذرّيّة إسرائيل.