الملائكة عليهم. أو تسليم بعضهم على بعض ، على الاستثناء المنقطع. أو على معنى أنّ التسليم إن كان لغوا فلا يسمعون لغوا سواه ، كقوله :
ولا عيب فيهم غير أنّ سيوفهم |
|
بهنّ فلول من قراع الكتائب |
أو على أنّ الدعاء بالسلامة وأهلها أغنياء عنه ، فهو من باب اللغو ظاهرا ، وإنّما فائدته الإكرام.
ولمّا كانت العرب تأكل الوجبة ، وهي الأكلة الواحدة في اليوم ، أخبر الله سبحانه بقوله : (وَلَهُمْ رِزْقُهُمْ فِيها بُكْرَةً وَعَشِيًّا) على العادة المحمودة بين المتنعّمين ، والتوسّط بين الوجبة الّتي هي طرف التفريط ، وبين دوام الأكل كلّ الأوقات كما هو عادة المنهومين ولا يكون ثمّ ليل ولا نهار ، ولا قمر وشمس ، ليكون لهم بكرة وعشيّ. والمراد : أنّهم يؤتون برزقهم على ما يعرفونه من مقدار الغداء والعشاء.
وقيل : إنّهم يعرفون مقدار الليل بإرخاء الحجب وإغلاق الأبواب ، ومقدار النهار برفع الحجب وفتح الأبواب.
وقيل : المراد دوام الرزق ودروره ، كما تقول : أنا عند فلان صباحا ومساء وبكرة وعشيّا ، تريد الديمومة ، ولا تقصد الوقتين المعلومين.
(تِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي نُورِثُ مِنْ عِبادِنا مَنْ كانَ تَقِيًّا (٦٣) وَما نَتَنَزَّلُ إِلاَّ بِأَمْرِ رَبِّكَ لَهُ ما بَيْنَ أَيْدِينا وَما خَلْفَنا وَما بَيْنَ ذلِكَ وَما كانَ رَبُّكَ نَسِيًّا (٦٤) رَبُّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما بَيْنَهُما فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبادَتِهِ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا (٦٥))
قيل : إنّ العاص بن وائل السهمي لم يعط أجرة أجير استعمله ، وقال : لو كان ما