ثمّ يوصي بحاجته.
وتصديق هذه الوصيّة في سورة مريم في قوله : (لا يَمْلِكُونَ الشَّفاعَةَ إِلَّا مَنِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمنِ عَهْداً). فهذا عهد الميّت. والوصيّة حقّ على كلّ مسلم ، وحقّ عليه أن يحفظ هذه الوصيّة ويتعلّمها. وقال أمير المؤمنين عليهالسلام : «علّمنيها رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وقال : علّمنيها جبرئيل» (١).
(وَقالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمنُ وَلَداً (٨٨) لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئاً إِدًّا (٨٩) تَكادُ السَّماواتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبالُ هَدًّا (٩٠) أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمنِ وَلَداً (٩١) وَما يَنْبَغِي لِلرَّحْمنِ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَداً (٩٢))
(إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ إِلاَّ آتِي الرَّحْمنِ عَبْداً (٩٣) لَقَدْ أَحْصاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا (٩٤) وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيامَةِ فَرْداً (٩٥))
(وَقالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمنُ وَلَداً) الضمير يحتمل لمطلق الإنسان ، لأنّ هذا لمّا كان مقولا فيما بين الناس جاز أن ينسب إليهم. أو المراد الإخبار عن اليهود والنصارى ومشركي العرب ، فإنّ اليهود قالوا : عزيز ابن الله ، وقالت النصارى : المسيح ابن الله ، وقال مشركو العرب : الملائكة بنات الله.
ثمّ التفت إليهم للمبالغة في الذمّ ، والتسجيل عليهم بالجرأة على الله ، وقال خطابا لهم : (لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئاً إِدًّا) شيئا منكرا عظيم النكارة شنيعا فظيعا ، فإنّ الإدّ بالفتح
__________________
(١) تفسير عليّ بن إبراهيم ٢ : ٥٥ ـ ٥٦.