وأفضلها ، لأنّها دالّة على التقديس والتمجيد والتعظيم والربوبيّة ، والأفعال الّتي هي النهاية في الحسن.
روي عن النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم أنّه قال : «إنّ لله سبحانه تسعة وتسعين اسما ، من أحصاها دخل الجنّة».
قال الزّجاج : «تأويله : من وحّد الله ، وذكر هذه الأسماء الحسنى ، يريد بها توحيد الله وإعظامه ، دخل الجنّة». وقد جاء في الحديث : «من قال : لا إله إلّا الله مخلصا دخل الجنّة».
فهذا لمن ذكر الله موحّدا له به ، فكيف بمن ذكر أسماءه كلّها ، يريد بها توحيده والثناء عليه؟! وإنّما قال : «الحسنى» بلفظ التوحيد ، ولم يقل : الأحاسن ، لأنّ الأسماء مؤنّثة تقع عليها هذه كما تقع على الجماعة هذه ، فيقال : الجماعة الحسنى ، كأنّه اسم واحد للجمع. ومثل ذلك : (حَدائِقَ ذاتَ بَهْجَةٍ) (١) و (مَآرِبُ أُخْرى) (٢).
(وَهَلْ أَتاكَ حَدِيثُ مُوسى (٩) إِذْ رَأى ناراً فَقالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ ناراً لَعَلِّي آتِيكُمْ مِنْها بِقَبَسٍ أَوْ أَجِدُ عَلَى النَّارِ هُدىً (١٠) فَلَمَّا أَتاها نُودِيَ يا مُوسى (١١) إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوادِ الْمُقَدَّسِ طُوىً (١٢) وَأَنَا اخْتَرْتُكَ فَاسْتَمِعْ لِما يُوحى (١٣) إِنَّنِي أَنَا اللهُ لا إِلهَ إِلاَّ أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلاةَ لِذِكْرِي (١٤) إِنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ أَكادُ أُخْفِيها لِتُجْزى كُلُّ نَفْسٍ بِما تَسْعى (١٥) فَلا يَصُدَّنَّكَ عَنْها مَنْ لا يُؤْمِنُ بِها وَاتَّبَعَ هَواهُ فَتَرْدى (١٦))
__________________
(١) النمل : ٦٠.
(٢) طه : ١٨.