التوقير ، ومن العقوق. وكأنّه تهديد على أن يضمر لهما كراهة واستثقالا.
(إِنْ تَكُونُوا صالِحِينَ) قاصدين للصلاح طائعين (فَإِنَّهُ كانَ لِلْأَوَّابِينَ) للتوّابين (غَفُوراً) ما فرط منهم من أذيّة أو تقصير في الوالدين. وفيه تشديد عظيم.
ويجوز أن يكون عامّا لكلّ تائب. ويندرج فيه الجاني على أبويه اندراجا أوّليّا ، لوروده على أثره. وروي مرفوعا : أنّ الأوّابين هم الّذين يصلّون بين المغرب والعشاء.
(وَآتِ ذَا الْقُرْبى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلا تُبَذِّرْ تَبْذِيراً (٢٦) إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كانُوا إِخْوانَ الشَّياطِينِ وَكانَ الشَّيْطانُ لِرَبِّهِ كَفُوراً (٢٧) وَإِمَّا تُعْرِضَنَّ عَنْهُمُ ابْتِغاءَ رَحْمَةٍ مِنْ رَبِّكَ تَرْجُوها فَقُلْ لَهُمْ قَوْلاً مَيْسُوراً (٢٨))
ثمّ وصّى بغير الوالدين من الأقارب بعد أن بالغ في الوصيّة بهما ، فقال : (وَآتِ ذَا الْقُرْبى حَقَّهُ) من صلة الرحم ، وحسن المعاشرة ، والبرّ عليهم. وعن السدّي : المراد بذي القربى أقارب النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم.
قال : إن عليّ بن الحسين عليهماالسلام قال لرجل من أهل الشام ـ حين بعث به عبيد الله بن زياد إلى يزيد بن معاوية عليهما لعائن الله ـ : أقرأت القرآن؟ قال : نعم.
قال : أما قرأت (وَآتِ ذَا الْقُرْبى حَقَّهُ)؟ قال : وإنّكم ذو القربى الذي أمر الله أن يؤتى حقّه؟
قال : نعم. وهو الّذي رواه أصحابنا رضياللهعنهم عن الصادقين عليهماالسلام.
قال في المجمع : «حدّثنا السيّد أبو الحمد مهدي بن نزار الحسيني ، قال : حدّثنا الحاكم أبو القاسم عبيد الله بن عبد الله الحسكاني (١) ، قال : حدّثنا عمر بن أحمد بن عثمان ببغداد شفاها ، قال : أخبرني عمر بن الحسين بن عليّ بن مالك ، قال : حدّثنا جعفر بن محمد الأحمسي ، قال : حدّثنا حسن بن حسين ، قال : حدّثنا أبو معمر سعيد بن خثيم ،
__________________
(١) شواهد التنزيل ١ : ٤٣٨ ح ٤٦٧.