(وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْماً) أي : سل الله زيادة العلم بدل الاستعجال ، فإنّ ما أوحي إليك تناله لا محالة. قيل : ما أمر الله رسوله بطلب الزيادة في شيء إلّا في العلم.
روت عائشة عن النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم أنّه قال : «إذا أتى عليّ يوم لا أزداد فيه علما يقرّبني إلى الله ، فلا بارك الله لي في طلوع شمسه».
(وَلَقَدْ عَهِدْنا إِلى آدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْماً (١١٥) وَإِذْ قُلْنا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبى (١١٦) فَقُلْنا يا آدَمُ إِنَّ هذا عَدُوٌّ لَكَ وَلِزَوْجِكَ فَلا يُخْرِجَنَّكُما مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقى (١١٧) إِنَّ لَكَ أَلاَّ تَجُوعَ فِيها وَلا تَعْرى (١١٨) وَأَنَّكَ لا تَظْمَؤُا فِيها وَلا تَضْحى (١١٩))
ولمّا ذكر تصريف الآيات ، وأمر عباده بالتذكّر بها ، وأن لا يتركوها وينسوها ، لئلّا يتورّطوا في المنهيّات ، عقّبه بذكر قصّة آدم ونسيانه الّذي كان سببا في نقص حظّه ، وفرط ندامته على فوت ما أمر به ، تأكيدا أو مبالغة لهم في التزام المأمورات واجتناب المنهيّات ، فقال عطفا على قوله : «وصرّفنا فيه» : (وَلَقَدْ عَهِدْنا إِلى آدَمَ) ولقد أمرناه. ويقال في أوامر الملوك ووصاياهم : تقدّم الملك إلى فلان ، وأوعز إليه ، وعزم عليه ، وعهد إليه ، إذا أمره.
واللام جواب قسم محذوف ، أي : وأقسم قسما لقد أمرنا أباهم آدم.
(مِنْ قَبْلُ) من قبل وجودهم ، ومن قبل أن نتوعّدهم ، ووصّيناه أن لا يقرب الشجرة ، وتوعّدناه بالدخول في الظالمين إن قربها (فَنَسِيَ) العهد ، ولم يهتمّ به ، ولم يستوثق منها بعقد القلب عليها وضبط النفس ، حتّى غفل عنه ، وتولّد من ذلك النسيان. أو ترك ما وصّى به من الاحتراز عن الشجرة وأكل ثمرتها ، فخالف إلى ما نهي عنه ، وتوعّد في ارتكابه مخالفتهم ، ولم يلتفت إلى الوعيد كما لا يلتفتون إليه. كأنّه يقول : إنّ أساس