وعن بكر بن عبد الله المزني قال : كان إذا أصابت أهله خصاصة قال : قوموا فصلّوا ، بهذا أمر الله رسوله ، ثمّ يتلو هذه الآية.
وعن بعضهم : من دان (١) في عمل الله ، كان الله في عمله.
وعن عروة بن الزبير : أنّه كان إذا رأى ما عند السلاطين قرأ (وَلا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ) الآية ، ثمّ ينادي الصلاة الصلاة.
(وَقالُوا لَوْ لا يَأْتِينا بِآيَةٍ مِنْ رَبِّهِ أَوَلَمْ تَأْتِهِمْ بَيِّنَةُ ما فِي الصُّحُفِ الْأُولى (١٣٣) وَلَوْ أَنَّا أَهْلَكْناهُمْ بِعَذابٍ مِنْ قَبْلِهِ لَقالُوا رَبَّنا لَوْ لا أَرْسَلْتَ إِلَيْنا رَسُولاً فَنَتَّبِعَ آياتِكَ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَذِلَّ وَنَخْزى (١٣٤) قُلْ كُلٌّ مُتَرَبِّصٌ فَتَرَبَّصُوا فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ أَصْحابُ الصِّراطِ السَّوِيِّ وَمَنِ اهْتَدى (١٣٥))
ولمّا اقترح الكفّار المعاندون على عادتهم في التعنّت آية على النبوّة ، مع وضوحها عندهم بالمعجزات الباهرة ، قال الله تعالى في عنادهم ولجاجهم : (وَقالُوا) أي : كفّار قريش (لَوْ لا يَأْتِينا بِآيَةٍ مِنْ رَبِّهِ) مقترحة ، إنكارا لما جاء به من الآيات ، أو للاعتداد به تعنّتا وعنادا. فألزمهم الله بإتيانه بالقرآن الّذي هو أمّ المعجزات وأعظمها وأبقاها ، فقال : (أَوَلَمْ تَأْتِهِمْ بَيِّنَةُ ما فِي الصُّحُفِ الْأُولى) من التوراة والإنجيل وسائر الكتب السماويّة ، فإنّ اشتمال القرآن على زبدة ما فيها من العقائد والأحكام الكلّيّة ، مع أنّ الآتي بها أمّي لم يرها ولم يتعلّم ممّن علمها ، إعجاز بيّن.
__________________
(١) أي : أطاع وذلّ.