متعال عن التبوّء (١) في السماء والأرض.
وهو معطوف على (مَنْ فِي السَّماواتِ). وإفراده للتعظيم. أو مبتدأ خبره (لا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبادَتِهِ) لا يأنفون ولا يتعظّمون عنها (وَلا يَسْتَحْسِرُونَ) ولا يعيون ولا يملّون منها.
وإنّما جيء بالاستحسار الّذي هو مبالغة في الحسور ، مع أنّ الأبلغ في وصفهم أن ينفي عنهم أدنى الحسور ، تنبيها على أنّ عبادتهم بثقلها ودوامها حقيقة بأن يستحسر منها ولا يستحسرون.
(يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ) ينزّهونه ويعظّمونه في جميع أوقاتهم عن جميع ما لا يليق به (لا يَفْتُرُونَ) حال من الواو في «يسبّحون». وهو استئناف ، أو حال من ضمير قبله (٢).
(أَمِ اتَّخَذُوا آلِهَةً مِنَ الْأَرْضِ هُمْ يُنْشِرُونَ (٢١) لَوْ كانَ فِيهِما آلِهَةٌ إِلاَّ اللهُ لَفَسَدَتا فَسُبْحانَ اللهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ (٢٢) لا يُسْئَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْئَلُونَ (٢٣) أَمِ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً قُلْ هاتُوا بُرْهانَكُمْ هذا ذِكْرُ مَنْ مَعِيَ وَذِكْرُ مَنْ قَبْلِي بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ الْحَقَّ فَهُمْ مُعْرِضُونَ (٢٤))
(أَمِ اتَّخَذُوا آلِهَةً) بل اتّخذوا. والهمزة لإنكار اتّخاذهم ، فإنّ «أم» المنقطعة الكائنة بمعنى «بل» والهمزة قد آذنت بالإضراب عمّا قبلها والإنكار لما بعدها ، وهو اتّخاذهم آلهة (مِنَ الْأَرْضِ هُمْ يُنْشِرُونَ) صفة لـ «آلهة» كقولك : فلان من مكّة أو من
__________________
(١) أي : الإقامة.
(٢) أي : «يسبّحون» حال من الضمير فيما قبله من «يستحسرون» وغيره.