مظلمة.
وإفراد القسط لأنّه مصدر وصف به للمبالغة ، كأنّها في نفسها قسط ، أو على حذف المضاف ، أي : ذوات القسط.
وقيل : وضع الموازين تمثيل لإرصاد الحساب السويّ ، والجزاء على حسب الأعمال بالعدل والنصفة ، من غير أن يظلم عباده مثقال ذرّة. فمثّل ذلك بوضع الموازين لتوزن بها الموزونات. ومصداقه قول قتادة : إنّ معناه : نضع العدل في المجازاة بالحقّ لكلّ أحد على قدر استحقاقه ، فلا يبخس المثاب بعض ما يستحقّه ، ولا يفعل بالمعاقب فوق ما يستحقّه.
(لِيَوْمِ الْقِيامَةِ) لجزاء يوم القيامة. أو لأهله ، أي : لأجلهم. أو فيه ، كقولك : جئت لخمس خلون من الشهر.
(فَلا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً) أي : لا ينقص من إحسان محسن ، ولا يزيد في إساءة مسيء (وَإِنْ كانَ) العمل أو الظلم (مِثْقالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ). ورفع نافع «مثقال» على «كان» التامّة ، كقوله : (وَإِنْ كانَ ذُو عُسْرَةٍ) (١). (أَتَيْنا بِها) أحضرنا المثقال. وتأنيثه لإضافته إلى الحبّة ، كقولهم : ذهبت بعض أصابعه. (وَكَفى بِنا حاسِبِينَ) إذ لا مزيد على علمنا وعدلنا.
(وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسى وَهارُونَ الْفُرْقانَ وَضِياءً وَذِكْراً لِلْمُتَّقِينَ (٤٨) الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ وَهُمْ مِنَ السَّاعَةِ مُشْفِقُونَ (٤٩) وَهذا ذِكْرٌ مُبارَكٌ أَنْزَلْناهُ أَفَأَنْتُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ (٥٠))
__________________
(١) البقرة : ٢٨٠.