وَتَماثِيلَ) (١).
(وَكُنَّا لَهُمْ حافِظِينَ) أن يزيغوا عن أمره ، أو يفسدوا فيما هم مسخّرون فيه ، على ما هو مقتضى جبلّتهم ، أو يهربوا منه ويمتنعوا عليه.
(وَأَيُّوبَ إِذْ نادى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ (٨٣) فَاسْتَجَبْنا لَهُ فَكَشَفْنا ما بِهِ مِنْ ضُرٍّ وَآتَيْناهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنا وَذِكْرى لِلْعابِدِينَ (٨٤))
ثمّ عطف قصّة أيّوب على القصص السابقة ، وبيّن فيها شدّة ابتلائه ، تسلية للنبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم في احتمال شدّة المتاعب ، فقال : (وَأَيُّوبَ إِذْ نادى رَبَّهُ) أي : اذكر يا محمّد أيّوب حين دعا ربّه لمّا امتدّت المحنة به (أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ) بأنّي نالني الضرّ ، وأصابني الجهد. والضرّ بالضمّ خاصّ بما في النفس ، كمرض وهزال ، وبالفتح شائع في كلّ ضرر.
(وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ) أي : ولا أحد أرحم منك. وصف ربّه بغاية الرحمة ، بعد ما ذكر نفسه بما يوجبها. واكتفى بذلك التعريض عن التصريح بالمطلوب ـ الّذي هو إزالة ما به من البلاء ـ لطفا في السؤال.
وكان روميّا من ولد عيص بن إسحاق بن يعقوب ، استنباه الله ، وكثر أهله وماله.
وكان له سبعة بنين ، وسبع بنات ، وله أصناف البهائم ، وخمسمائة فدان (٢) ، يتبعها خمسمائة عبد ، لكلّ عبد امرأة وولد ونخيل. فابتلاه الله بهلاك أولاده ، بأن انهدم عليهم البيت فهلكوا ، وبذهاب أمواله ، وبالمرض في بدنه ثماني عشرة سنة. وعن قتادة : ثلاث
__________________
(١) سبأ : ١٣.
(٢) في هامش النسخة الخطّية : «الفدان : البقر مع آلاته للحرث. والفدادين جمعه. منه».