ثوابهم. والكفل يجيء بمعنى النصيب والكفالة والضعف.
وروي : خمسة من الأنبياء ذوو اسمين : إسرائيل ويعقوب ، إلياس وذو الكفل ، عيسى والمسيح ، يونس وذو النون ، محمّد وأحمد ، صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين.
وقيل : إنّ ذا الكفل نبيّ كان بعد سليمان ، وكان يقضي بين الناس كقضاء داود ، ولم يغضب قطّ إلّا لله عزوجل.
وقيل : هو اليسع بن خطوب الّذي كان مع إلياس ، تكفّل لملك جبّار إن هو تاب دخل الجنّة ، ودفع إليه كتابا بذلك. فتاب الملك ، وكان اسمه كنعان ، فسمّي ذا الكفل.
وعن مجاهد : أوحى الله إلى اليسع أنّي أريد قبض روحك ، فأعرض ملكك على بني إسرائيل ، فمن يكفل لك أن يصلّي بالليل ولا يفتر ، ويصوم بالنهار ولا يفطر ، ويقضي بين الناس ولا يغضب ، فادفع ملكك إليه ، ففعل ذلك. فقام شابّ فقال : أنا أتكفّل لك هذا ، فتكفّل ووفى به. فشكر الله ذلك له وأثنى عليه. ولذلك سمّي ذا الكفل. والعلم عند الله.
(كُلٌ) أي : كلّ هؤلاء (مِنَ الصَّابِرِينَ) على التكاليف الشاقّة والنوائب الشديدة.
(وَأَدْخَلْناهُمْ فِي رَحْمَتِنا) أي : غمرناهم بالرحمة. وهي نعمة الآخرة. فلو قال : رحمناهم لما أفاد ذلك ، بل أفاد أنّه فعل بهم الرحمة. وقيل : المراد بالرحمة النبوّة. (إِنَّهُمْ مِنَ الصَّالِحِينَ) الكاملين في الصلاح. وهم الأنبياء ، فإنّ صلاحهم معصوم عن كدر الفساد.
(وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغاضِباً فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنادى فِي الظُّلُماتِ أَنْ لا إِلهَ إِلاَّ أَنْتَ سُبْحانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ (٨٧) فَاسْتَجَبْنا لَهُ وَنَجَّيْناهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ (٨٨))