وعن النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم : ما من مكروب يدعو بهذا الدعاء إلّا استجيب له ، لقوله تعالى عقيب ذلك : (فَاسْتَجَبْنا لَهُ وَنَجَّيْناهُ مِنَ الْغَمِ) بأن قذفه الحوت إلى الساحل بعد أربع ساعات كان في بطنه. وقيل : ثلاثة أيّام. وقيل : أربعين يوما. وبقاؤه في بطن الحوت في هذه المدّة معجزة له. والغمّ غمّ الالتقام. وقيل : غمّ ترك الندب.
(وَكَذلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ) من الغموم إذا دعونا بالإخلاص ، كما أنجينا ذا النون.
(وَزَكَرِيَّا إِذْ نادى رَبَّهُ رَبِّ لا تَذَرْنِي فَرْداً وَأَنْتَ خَيْرُ الْوارِثِينَ (٨٩) فَاسْتَجَبْنا لَهُ وَوَهَبْنا لَهُ يَحْيى وَأَصْلَحْنا لَهُ زَوْجَهُ إِنَّهُمْ كانُوا يُسارِعُونَ فِي الْخَيْراتِ وَيَدْعُونَنا رَغَباً وَرَهَباً وَكانُوا لَنا خاشِعِينَ (٩٠))
ثمّ قصّ على الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم قصّة زكريّا ، وانقطاعه إلى الله عمّا سواه ، فقال : (وَزَكَرِيَّا إِذْ نادى رَبَّهُ رَبِّ لا تَذَرْنِي فَرْداً) وحيدا بلا ولد يرثني (وَأَنْتَ خَيْرُ الْوارِثِينَ) أي : إن لم ترزقني من يرثني فلا أبالي ، فإنّك خير وارث.
(فَاسْتَجَبْنا لَهُ وَوَهَبْنا لَهُ يَحْيى وَأَصْلَحْنا لَهُ زَوْجَهُ) أي : أصلحناها للولادة بعد عقرها. أو لزكريّا بتحسين خلقها ، وكانت سيّئة الخلق.
(إِنَّهُمْ) يعني : الأنبياء المذكورين (كانُوا يُسارِعُونَ فِي الْخَيْراتِ) يبادرون إلى أبواب الخير (وَيَدْعُونَنا رَغَباً) ذوي رغب. أو راغبين في الثواب ، راجين للإجابة.
أو في الطاعة. أو يرغبون رغبا. (وَرَهَباً) ذوي رهب. أو راهبين. أو يرهبون رهبا من العقاب أو المعصية.
(وَكانُوا لَنا خاشِعِينَ) ذللا لأمر الله. وعن ابن عبّاس : متواضعين. وعن مجاهد : الخشوع : الخوف الدائم في القلب. يعني : دائمي الوجل. ومعنى الآية : إنّهم نالوا