الأصنام ، للتغليب ، ولعدم الإلباس.
(وَهُمْ فِيها لا يَسْمَعُونَ) لشدّة الهول والعذاب. وقيل : لا يسمعون ما يسرّهم ويتنعّمون به ، وإنّما يسمعون صوت المعذّبين ، وصوت الملائكة الّذين يعذّبونهم. وقيل : يجعلون في توابيت من نار ، فلا يسمعون شيئا ، ولا يرى أحد منهم أنّ في النار أحدا يعذّب غيره. ويجوز أن يصمّهم الله كما يعميهم.
(إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنى أُولئِكَ عَنْها مُبْعَدُونَ (١٠١) لا يَسْمَعُونَ حَسِيسَها وَهُمْ فِي مَا اشْتَهَتْ أَنْفُسُهُمْ خالِدُونَ (١٠٢) لا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ وَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ هذا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ (١٠٣) يَوْمَ نَطْوِي السَّماءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ كَما بَدَأْنا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْداً عَلَيْنا إِنَّا كُنَّا فاعِلِينَ (١٠٤) وَلَقَدْ كَتَبْنا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُها عِبادِيَ الصَّالِحُونَ (١٠٥) إِنَّ فِي هذا لَبَلاغاً لِقَوْمٍ عابِدِينَ (١٠٦))
ثمّ قال الله تعالى ردّا لقول ابن الزبعرى : (إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنى) الخصلة المفضّلة في الحسن ، تأنيث الأحسن. وهي السعادة ، أي : علمنا بسعادتهم ، أو التوفيق للطاعة ، أو البشرى بالجنّة. يعني : عزيرا وعيسى والملائكة. (أُولئِكَ عَنْها مُبْعَدُونَ) لأنّهم يرفعون إلى أعلى علّيّين. وقيل : الآية عامّة في كلّ من سبقت له السعادة.
(لا يَسْمَعُونَ حَسِيسَها) صوتها الّذي يحسّ. وهو بدل من «مبعدون» ، أو حال من ضميره ، سيق للمبالغة في إبعادهم عنها. (وَهُمْ فِي مَا اشْتَهَتْ أَنْفُسُهُمْ) من نعيم