كما قال صلىاللهعليهوآلهوسلم : «زويت (١) لي الأرض فأريت مشارقها ومغاربها ، وسيبلغ ملك أمّتي ما زوي لي منها».
وقال أبو جعفر عليهالسلام : «هم أصحاب المهديّ عليهالسلام في آخر الزمان».
ويدلّ على ذلك ما رواه الخاصّ والعامّ عن النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم أنّه قال : «لو لم يبق من الدنيا إلّا يوم واحد ، لطوّل الله تعالى ذلك اليوم ، حتّى يبعث رجلا صالحا من أهل بيتي ، يملأ الأرض عدلا وقسطا كما ملئت ظلما وجورا».
وقد أورد أحمد بن الحسين البيهقي في كتاب البعث والنشور أخبارا كثيرة في هذا المعنى. وكذا ورد من طرقنا أحاديث كثيرة في ذلك ، ومن أراد الاطّلاع عليها فليرجع إلى كتب أصحابنا ، مثل كتاب الغيبة ، وكشف الغمّة ، وغيرهما من الكتب المطوّلة في هذا الباب.
(إِنَّ فِي هذا) فيما ذكر من الأخبار ، والمواعيد الزاجرة ، والمواعظ البالغة (لَبَلاغاً) لكفاية موصلة إلى البغية (لِقَوْمٍ عابِدِينَ) لله مخلصين له. قال كعب : هم أمّة محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم الّذين يصلّون الصلوات الخمس ، ويصومون شهر رمضان.
(وَما أَرْسَلْناكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِلْعالَمِينَ (١٠٧) قُلْ إِنَّما يُوحى إِلَيَّ أَنَّما إِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ فَهَلْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (١٠٨) فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ آذَنْتُكُمْ عَلى سَواءٍ وَإِنْ أَدْرِي أَقَرِيبٌ أَمْ بَعِيدٌ ما تُوعَدُونَ (١٠٩) إِنَّهُ يَعْلَمُ الْجَهْرَ مِنَ الْقَوْلِ وَيَعْلَمُ ما تَكْتُمُونَ (١١٠) وَإِنْ أَدْرِي لَعَلَّهُ فِتْنَةٌ لَكُمْ وَمَتاعٌ إِلى حِينٍ (١١١) قالَ رَبِّ احْكُمْ بِالْحَقِّ وَرَبُّنَا الرَّحْمنُ الْمُسْتَعانُ عَلى ما تَصِفُونَ (١١٢))
__________________
(١) زوى الشيء : جمعه وقبضه.