نسبته إلى الكلّ على سواء ، فلمّا دلّت المشاهدة على قدرته على إحياء بعض الأموات ، لزم اقتداره على إحياء كلّها.
(وَأَنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ لا رَيْبَ فِيها) فإن التغيّر من مقدّمات الانصرام وطلائعه (وَأَنَّ اللهَ يَبْعَثُ مَنْ فِي الْقُبُورِ) بمقتضى وعده الّذي لا يقبل الخلف ، فلا بدّ من أن يفي به.
(وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجادِلُ فِي اللهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلا هُدىً وَلا كِتابٍ مُنِيرٍ (٨) ثانِيَ عِطْفِهِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللهِ لَهُ فِي الدُّنْيا خِزْيٌ وَنُذِيقُهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ عَذابَ الْحَرِيقِ (٩) ذلِكَ بِما قَدَّمَتْ يَداكَ وَأَنَّ اللهَ لَيْسَ بِظَلاَّمٍ لِلْعَبِيدِ (١٠))
(وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجادِلُ فِي اللهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ) كرّره للتأكيد ، كسائر الأقاصيص ، ولما نيط به من الدلالة بقوله : (وَلا هُدىً وَلا كِتابٍ مُنِيرٍ) على أنّه لا سند له من استدلال أو وحي ، فإنّ المراد بالعلم هو العلم الضروري ، وبالهدى الاستدلال والنظر الّذي يهدي إلى المعرفة ، وبالكتاب المنير الوحي ، أي : يجادل بظنّ وتخمين ، لا بأحد هذه الثلاثة.
وقيل : الآية الأولى (١) في المقلّدين ، والثانية في المقلّدين. وعن ابن عبّاس : أنّه أبو جهل بن هشام.
وفي الآية دلالة على أنّ الجدال بالعلم صواب ، وبغير العلم خطأ ، لأنّ الجدال بالعلم يدعو إلى اعتقاد الحقّ ، وبغير العلم يدعو إلى اعتقاد الباطل.
__________________
(١) أي : قوله تعالى : (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجادِلُ فِي اللهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّبِعُ كُلَّ شَيْطانٍ مَرِيدٍ). الحجّ : ٣.