الأمر بخلافه قال : ما أصبت في هذا الدين إلّا شرّا. فنزلت :
(وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللهَ عَلى حَرْفٍ فَإِنْ أَصابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيا وَالْآخِرَةَ ذلِكَ هُوَ الْخُسْرانُ الْمُبِينُ (١١) يَدْعُوا مِنْ دُونِ اللهِ ما لا يَضُرُّهُ وَما لا يَنْفَعُهُ ذلِكَ هُوَ الضَّلالُ الْبَعِيدُ (١٢) يَدْعُوا لَمَنْ ضَرُّهُ أَقْرَبُ مِنْ نَفْعِهِ لَبِئْسَ الْمَوْلى وَلَبِئْسَ الْعَشِيرُ (١٣))
(وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللهَ عَلى حَرْفٍ) على طرف من الدين ، لا في وسطه وقلبه. وهذا مثل لكونهم على قلق واضطراب في دينهم ، لا على سكون وطمأنينة وثبات فيه ، كالّذي يكون على طرف من العسكر ، فإن أحسّ بظفر اطمأنّ وقرّ ، وإلّا انهزم وفرّ.
(فَإِنْ أَصابَهُ خَيْرٌ) عافية وخصب وكثرة مال (اطْمَأَنَ) على عبادته (بِهِ) بذلك الخير (وَإِنْ أَصابَتْهُ فِتْنَةٌ) اختبار بسقم وقلّة مال وجدب (انْقَلَبَ عَلى وَجْهِهِ) انصرف إلى وجهه الّذي توجّه منه. يعني : رجع عن دينه إلى الكفر.
وعن أبي سعيد الخدري : أنّ يهوديّا أسلم فأصابته مصائب ، فتشاءم بالإسلام ، فأتى النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم فقال : أقلني. فقال صلىاللهعليهوآلهوسلم : «إنّ الإسلام لا يقال». فنزلت هذه الآية.
(خَسِرَ الدُّنْيا) بذهاب عصمته ، وإباحة قتله وأخذ أمواله بارتداده (وَالْآخِرَةَ) بحبوط عمله ودخوله في النار أبدا. وقيل : خسر في الدنيا العزّ والغنيمة ، وفي الآخرة الثواب والجنّة. (ذلِكَ هُوَ الْخُسْرانُ الْمُبِينُ) إذ لا خسران مثله.
(يَدْعُوا) هذا المرتدّ (مِنْ دُونِ اللهِ ما لا يَضُرُّهُ وَما لا يَنْفَعُهُ) أي : يعبد جمادا