يَفْعَلُ ما يَشاءُ) من الإكرام والإنعام ، والإهانة والانتقام ، بالفريقين من المؤمنين والكافرين.
(هذانِ خَصْمانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ فَالَّذِينَ كَفَرُوا قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيابٌ مِنْ نارٍ يُصَبُّ مِنْ فَوْقِ رُؤُسِهِمُ الْحَمِيمُ (١٩) يُصْهَرُ بِهِ ما فِي بُطُونِهِمْ وَالْجُلُودُ (٢٠) وَلَهُمْ مَقامِعُ مِنْ حَدِيدٍ (٢١) كُلَّما أَرادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْها مِنْ غَمٍّ أُعِيدُوا فِيها وَذُوقُوا عَذابَ الْحَرِيقِ (٢٢) إِنَّ اللهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ يُحَلَّوْنَ فِيها مِنْ أَساوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤاً وَلِباسُهُمْ فِيها حَرِيرٌ (٢٣) وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ وَهُدُوا إِلى صِراطِ الْحَمِيدِ (٢٤))
روي : أنّ اليهود والمؤمنين تخاصموا ، فقال اليهود : نحن أحقّ بالله ، وأقدم منكم كتابا ونبيّا. وقال المؤمنون : نحن أحقّ بالله ، آمنّا بمحمد ونبيّكم ، وبما أنزل الله من كتاب ، وأنتم تعرفون كتابنا ونبيّنا ، ثمّ كفرتم به حسدا. فنزلت بعد الآيات السابقة بيانا لما أعدّه لكلّ من الفريقين : (هذانِ) إشارة إلى فرقة المؤمنين وفرقة الكافرين (خَصْمانِ) أي : فوجان ، أو فريقان مختصمان. والخصم مصدر وصف به. (اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ) في دينه ، أو في ذاته وصفاته. والتثنية باعتبار اللفظ ، والجمع باعتبار المعنى ، كقوله تعالى : (وَمِنْهُمْ