لأذابتها. والجملة حال من «الحميم» أو من ضمير «هم».
(وَلَهُمْ مَقامِعُ مِنْ حَدِيدٍ) سياط منه يجلدون بها. جمع مقمعة وحقيقتها ما يقمع به ، أي : يكفّ بعنف. وفي الحديث : «لو وضعت مقمعة منها في الأرض فاجتمع عليها الثقلان ما أقلّوها من الأرض»
أي : ما رفعوها ، كأنّهم استقلّوا قواهم لرفعها من الأرض.
وعن الحسن : أنّ النار ترميهم بلهبها فترفعهم ، حتّى إذا كانوا في أعلاها ضربوا بمقامع ، فهووا فيها سبعين خريفا ، فإذا انتهوا إلى أسفلها ضربهم زفير لهبها ، فلا يستقرّون ساعة. فذلك قوله : (كُلَّما أَرادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْها) من النار (مِنْ غَمٍ) من غمومها.
بدل من الهاء بإعادة الجارّ. (أُعِيدُوا فِيها) أي : فخرجوا أعيدوا ، لأنّ الإعادة لا تكون إلّا بعد الخروج (وَذُوقُوا) أي : وقيل لهم : ذوقوا (عَذابَ الْحَرِيقِ) أي : النار البالغة في الإحراق. هذا لأحد الخصمين.
ثمّ قال في الخصم الّذين هم المؤمنون : (إِنَّ اللهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ) غيّر الأسلوب فيه ، وأسند الإدخال إلى الله تعالى ، وأكّده بـ «إنّ» ، إحمادا لحال المؤمنين ، وتعظيما لشأنهم.
(يُحَلَّوْنَ فِيها) من : حليت المرأة ، فهي حال ، إذا لبست الحليّ (مِنْ أَساوِرَ) صفة مفعول محذوف. وهي حليّ اليد. جمع أسورة ، وهي جمع سوار. (مِنْ ذَهَبٍ) بيان له (وَلُؤْلُؤاً) عطف عليها ، لا على ذهب ، لأنّه لم يعهد السوار منه ، إلّا أن يراد المرصّعة به. ونصبه نافع وعاصم عطفا على محلّها ، أو إضمار الناصب ، مثل : ويؤتون. وروي عن حفص بهمزتين. وترك أبو بكر والسوسي عن أبي عمرو الهمزة الأولى.
(وَلِباسُهُمْ فِيها حَرِيرٌ) غيّر أسلوب الكلام فيه ، للدلالة على أنّ الحرير ثيابهم المعتادة ، أو للمحافظة على هيئة الفواصل. ولمّا حرّم الله سبحانه لبس الحرير على الرجال في الدنيا ، شوّقهم إليه في الآخرة ، فأخبر أنّ لباسهم في الجنّة حرير.
(وَهُدُوا) أرشدوا في الجنّة (إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ) إلى التحيّات الحسنة ،