وقرأ ابن كثير ونافع وابن عامر وأبو بكر عن عاصم : يسبّح بالياء.
(إِنَّهُ كانَ حَلِيماً) حيث لم يعاجلكم بالعقوبة على غفلتكم وسوء نظركم ، وجهلكم بالتسبيح وشرككم (غَفُوراً) لمن تاب منكم.
(وَإِذا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ جَعَلْنا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ حِجاباً مَسْتُوراً (٤٥) وَجَعَلْنا عَلى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آذانِهِمْ وَقْراً وَإِذا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْآنِ وَحْدَهُ وَلَّوْا عَلى أَدْبارِهِمْ نُفُوراً (٤٦) نَحْنُ أَعْلَمُ بِما يَسْتَمِعُونَ بِهِ إِذْ يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ وَإِذْ هُمْ نَجْوى إِذْ يَقُولُ الظَّالِمُونَ إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلاَّ رَجُلاً مَسْحُوراً (٤٧))
ولمّا تقدّم قوله : (وَلَقَدْ صَرَّفْنا فِي هذَا الْقُرْآنِ) بيّن سبحانه حالهم عند قراءة القرآن ، فقال : (وَإِذا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ جَعَلْنا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ حِجاباً مَسْتُوراً) أي : يحجبهم عنك عند قراءتك ستر ذا ستر ، كقولهم : سيل مفعم (١) ، أي : ذو إفعام. أو مستورا عن العيون من قدرة الله ، فهو حجاب لا يرى. ويجوز أن يراد به حجاب من دونه حجاب.
قال الكلبي : هم : أبو سفيان ، والنضر بن الحارث ، وأبو جهل ، وأمّ جميل امرأة أبي لهب ، حجب الله رسوله عن أبصارهم عند قراءة القرآن ، وكانوا يأتونه ويمرّون به ولا يرونه ، لئلّا يؤذوه.
__________________
(١) أي : مالئ ، من : أفعم الإناء : ملأه.