(الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عاقِبَةُ الْأُمُورِ (٤١))
ثمّ وصف المهاجرين المخرجين من ديارهم بقوله : (الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ) لو أعطيناهم في الدنيا كمال المكنة والاقتدار ، والتسلّط في القيام بأمور الدين (أَقامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ) أي : ولأقدموا على أنواع طاعتنا البدنيّة والماليّة ، وأمروا عبادنا بأوامرنا ، ونهوهم عمّا نهينا عنه. قيل : الموصول مع الصلة منصوب بدل من «من ينصره». والظاهر أنّه مجرور تابع لـ «الّذين أخرجوا». وعن الباقر عليهالسلام : «نحن هم والله».
ثمّ أكّد ما وعده من إظهار أوليائه ، وإعلاء كلمتهم ، بقوله : (وَلِلَّهِ عاقِبَةُ الْأُمُورِ) فإنّ مرجعها إلى حكمه.
(وَإِنْ يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَعادٌ وَثَمُودُ (٤٢) وَقَوْمُ إِبْراهِيمَ وَقَوْمُ لُوطٍ (٤٣) وَأَصْحابُ مَدْيَنَ وَكُذِّبَ مُوسى فَأَمْلَيْتُ لِلْكافِرِينَ ثُمَّ أَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كانَ نَكِيرِ (٤٤) فَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْناها وَهِيَ ظالِمَةٌ فَهِيَ خاوِيَةٌ عَلى عُرُوشِها وَبِئْرٍ مُعَطَّلَةٍ وَقَصْرٍ مَشِيدٍ (٤٥))
ثمّ خوّف مكذّبي رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم بذكر من كذّبوا أنبياءهم فأهلكوا ، فقال : (وَإِنْ يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَعادٌ وَثَمُودُ وَقَوْمُ إِبْراهِيمَ وَقَوْمُ لُوطٍ وَأَصْحابُ مَدْيَنَ) رسلهم وفيه أيضا تسلية لرسوله ، كأنّه قال : إنّ قومك إن كذّبوك فأنت ليس بأوحديّ في التكذيب ، فإنّ هؤلاء قد كذّبوا رسلهم قبل قومك ، فكفاك بهم أسوة.