يقتضي أن يقال : إنّما أنا لكم بشير ونذير ، لذكر الفريقين بعده ـ لأنّ صدر الكلام ومساقه للمشركين ، وإنّما ذكر المؤمنين وثوابهم زيادة في غيظهم.
(فَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ) من السيّئات (وَرِزْقٌ كَرِيمٌ) هي الجنّة ، فإنّها أكرم نعيم. والكريم من كلّ نوع ما يجمع فضائله.
(وَالَّذِينَ سَعَوْا فِي آياتِنا) أي : بذلوا الجهد في إبطال آياتنا وردّها. وأصل السعي الإسراع في المشي. (مُعاجِزِينَ) مسابقين. من : عاجزه إذا سابقه ، لأنّ كلّ واحد منهما في طلب إعجاز الآخر عن اللحاق به ، فإذا سبقه قيل : أعجزه وعجزه. والمعنى : سعوا في معناها بالفساد ، من الطعن فيها حيث سمّوها سحرا وشعرا وأساطير الأوّلين ، ومن تثبيط الناس عنها سابقين أو مسابقين في زعمهم ، وتقديرهم طامعين أنّ كيدهم للإسلام يتمّ لهم. وقرأ ابن كثير وأبو عمرو : معجزين.
(أُولئِكَ أَصْحابُ الْجَحِيمِ) النار الموقدة. وقيل : اسم دركة.
(وَما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلا نَبِيٍّ إِلاَّ إِذا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنْسَخُ اللهُ ما يُلْقِي الشَّيْطانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللهُ آياتِهِ وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (٥٢) لِيَجْعَلَ ما يُلْقِي الشَّيْطانُ فِتْنَةً لِلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْقاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَفِي شِقاقٍ بَعِيدٍ (٥٣) وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَيُؤْمِنُوا بِهِ فَتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ اللهَ لَهادِ الَّذِينَ آمَنُوا إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ (٥٤) وَلا يَزالُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي مِرْيَةٍ مِنْهُ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً أَوْ يَأْتِيَهُمْ عَذابُ يَوْمٍ عَقِيمٍ (٥٥))