المراء والتعنّت ، بعد ظهور الحقّ بالحجج البيّنة والأدلّة الباهرة ، فلا تجادلهم على هذا الوجه (فَقُلِ اللهُ أَعْلَمُ بِما تَعْمَلُونَ) من المجادلة الباطلة وغيرها ، فيجازيكم عليها. وهو وعيد وإنذار لكن برفق ولين.
(اللهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ) يفصل بين المؤمنين منكم والكافرين بالثواب والعقاب (يَوْمَ الْقِيامَةِ) كما فصّل في الدنيا بالحجج والآيات (فِيما كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ) من أمر الدين.
(أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللهَ يَعْلَمُ ما فِي السَّماءِ وَالْأَرْضِ) من قليل وكثير ، أي : كيف تخفى عليه أعمالهم ، وقد علمت بالدليل الواضح أنّه سبحانه يعلم كلّ ما يحدث في السماء والأرض ، ولا يخفى عليه شيء منهما؟! (إِنَّ ذلِكَ) ثبت (فِي كِتابٍ) هو اللوح ، أي : كتبه فيه قبل حدوثه ، فلا يهمنّك أمرهم مع علمنا به وحفظنا له.
(إِنَّ ذلِكَ) إنّ الإحاطة به وإثباته في اللوح ، أو الحكم بينكم (عَلَى اللهِ يَسِيرٌ) لأنّ علمه مقتضى ذاته المتعلّق بكلّ المعلومات على سواء.
(وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ ما لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطاناً وَما لَيْسَ لَهُمْ بِهِ عِلْمٌ وَما لِلظَّالِمِينَ مِنْ نَصِيرٍ (٧١) وَإِذا تُتْلى عَلَيْهِمْ آياتُنا بَيِّناتٍ تَعْرِفُ فِي وُجُوهِ الَّذِينَ كَفَرُوا الْمُنْكَرَ يَكادُونَ يَسْطُونَ بِالَّذِينَ يَتْلُونَ عَلَيْهِمْ آياتِنا قُلْ أَفَأُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذلِكُمُ النَّارُ وَعَدَهَا اللهُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (٧٢))
ثمّ بيّن تقليد عبدة الأوثان بقوله : (وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ ما لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطاناً) ما لم يتمسّكوا في صحّة عبادته ببرهان سماويّ من جهة الوحي والسمع (وَما