لَيْسَ لَهُمْ بِهِ عِلْمٌ) ولا ألجأهم إلى عبادته علم ضروريّ ، ولا حملهم عليها دليل عقلي (وَما لِلظَّالِمِينَ) وما للذّين ارتكبوا مثل هذا الظلم (مِنْ نَصِيرٍ) ناصر ينصرهم ويصوّب مذهبهم ، أو يدفع عنهم العذاب.
ثمّ أخبر عن شدّة عناد هؤلاء المقلّدين ، فقال : (وَإِذا تُتْلى عَلَيْهِمْ آياتُنا) من القرآن (بَيِّناتٍ) واضحات الدلالة على العقائد الأصوليّة الحقّة ، والأحكام الفرعيّة الإلهيّة (تَعْرِفُ) يا محمّد (فِي وُجُوهِ الَّذِينَ كَفَرُوا الْمُنْكَرَ) الفظيع من التهجّم والعبوس. أو الإنكار ، كالمكرم بمعنى الإكرام ، لفرط نكيرهم وغيظهم ، لأباطيل أخذوها تقليدا. وهذا منتهى الجهالة ، وللإشعار بذلك وضع «الّذين كفروا» موضع الضمير.
(يَكادُونَ يَسْطُونَ) يثبون من شدّة الغيظ وفرط الحقد ، ويبطشون (بِالَّذِينَ يَتْلُونَ عَلَيْهِمْ آياتِنا) يقال : سطا عليه وسطا به ، إذا تناوله بالبطش.
(قُلْ أَفَأُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذلِكُمُ) من غيظكم على التالين وسطوتكم عليهم. أو ممّا أصابكم من الضجر بسبب ما تلوا عليكم.
ثمّ فسّر ذلك بقوله : (النَّارُ) أي : هو النار. كأنّه جواب سائل قال : ما هو؟ فقيل : النار ، أي : هو النار. ويجوز أن يكون مبتدأ خبره (وَعَدَهَا اللهُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَبِئْسَ الْمَصِيرُ) النار. وعلى الأوّل استئناف كلام.
(يا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُباباً وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبابُ شَيْئاً لا يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ (٧٣) ما قَدَرُوا اللهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِنَّ اللهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ (٧٤))