(وَيَقُولُونَ مَتى هُوَ) متى يكون البعث؟ (قُلْ عَسى أَنْ يَكُونَ قَرِيباً) فإنّ كلّ آت قريب. وانتصابه على الخبر أو الظرف ، أي : يكون في زمان قريب. و «أن يكون» اسم عسى أو خبره ، والاسم مضمر.
(يَوْمَ يَدْعُوكُمْ فَتَسْتَجِيبُونَ) أي : يوم نبعثكم فتنبعثون مطاوعين منقادين لا تمنعون. استعار لهما الدعاء والاستجابة للتنبيه على سرعتهما وتيسّر أمرهما ، وأنّ المقصود منهما الإحضار للمحاسبة والجزاء. (بِحَمْدِهِ) حال منهم ، أي : حامدين الله على كمال قدرته ، كما نقل عن سعيد بن جبير : أنّهم ينفضون التراب عن رؤوسهم ويقولون : سبحانك اللهمّ وبحمدك.
وفي الكشّاف : «هي مبالغة في انقيادهم للبعث ، كقولك لمن تأمره بركوب ما يشقّ عليه فيتأبّى ويتمنّع : ستركبه وأنت حامد شاكر» (١).
(وَتَظُنُّونَ إِنْ لَبِثْتُمْ إِلَّا قَلِيلاً) وتستقصرون مدّة حياتكم في الدّنيا ، وتحسبونها يوما أو بعض يوم ، لسرعة انقلاب الدنيا إلى الآخرة ، أو لما ترون من الهول. أو لمدّة مكثكم في القبر. وقال قتادة : استقصروا مدّة لبثهم في الدنيا لما يعلمون من طول لبثهم في الآخرة.
(وَقُلْ لِعِبادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطانَ كانَ لِلْإِنْسانِ عَدُوًّا مُبِيناً (٥٣) رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِكُمْ إِنْ يَشَأْ يَرْحَمْكُمْ أَوْ إِنْ يَشَأْ يُعَذِّبْكُمْ وَما أَرْسَلْناكَ عَلَيْهِمْ وَكِيلاً (٥٤))
(وَقُلْ لِعِبادِي) يعني : المؤمنين (يَقُولُوا) للمشركين (الَّتِي) الكلمة الّتي
__________________
(١) الكشّاف ٢ : ٦٧٢.