أَنَّكُمْ مُخْرَجُونَ (٣٥) هَيْهاتَ هَيْهاتَ لِما تُوعَدُونَ (٣٦) إِنْ هِيَ إِلاَّ حَياتُنَا الدُّنْيا نَمُوتُ وَنَحْيا وَما نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ (٣٧) إِنْ هُوَ إِلاَّ رَجُلٌ افْتَرى عَلَى اللهِ كَذِباً وَما نَحْنُ لَهُ بِمُؤْمِنِينَ (٣٨) قالَ رَبِّ انْصُرْنِي بِما كَذَّبُونِ (٣٩) قالَ عَمَّا قَلِيلٍ لَيُصْبِحُنَّ نادِمِينَ (٤٠) فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ بِالْحَقِّ فَجَعَلْناهُمْ غُثاءً فَبُعْداً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (٤١) ثُمَّ أَنْشَأْنا مِنْ بَعْدِهِمْ قَرْناً آخَرِينَ) هم عاد قوم هود ، لأنّ صالحا مبعوث بعد نوح. وقيل : ثمود ، لأنّهم أهلكوا بالصيحة.
(فَأَرْسَلْنا فِيهِمْ رَسُولاً مِنْهُمْ) هو هود أو صالح. وإنّما جعل القرن وإلزامه موضع الإرسال ، وحقّه أن يعدّى بـ «إلى» كأخواته الّتي هي : وجّه وأنفذ وبعث ، ليدلّ على أنّه لم يأتهم من مكان غير مكانهم ، وإنّما أوحي إليه وهو بين أظهرهم. ومثل ذلك قوله : (وَلَوْ شِئْنا لَبَعَثْنا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ نَذِيراً) (١). (أَنِ اعْبُدُوا اللهَ) «أن» مفسّرة لـ «أرسلنا» أي : قلنا لهم على لسان الرسول : اعبدوا الله (ما لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرُهُ أَفَلا تَتَّقُونَ) عذاب الله.
(وَقالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا) ذكر الواو هنا ، والفاء في قوم نوح (٢) ، لأنّ كلامهم لم يتّصل بكلام الرسول ، بخلاف قول قوم نوح ، وما صدر في مقال قوم هود في جوابه في سورة الأعراف وسورة هود بغير واو ، حيث قال : (قالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ
__________________
(١) الفرقان : ٥١.
(٢) المؤمنون : ٢٤.