على وجه الأرض. فعيل من : معن الماء إذا جرى. وأصله : الإبعاد في الشيء. أو من الماعون ، وهو المنفعة ، لأنّه نفّاع. أو مفعول من : عانه إذا أدركه بعينه ، لأنّه لظهوره مدرك بالعيون. وصف ماءها بذلك ، لأنّه الجامع لأسباب التنزّه وطيب المكان.
وعن الباقر والصادق عليهماالسلام : «القرار مسجد الكوفة ، والمعين الفرات».
(يا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّباتِ وَاعْمَلُوا صالِحاً إِنِّي بِما تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ (٥١) وَإِنَّ هذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً واحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ (٥٢) فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ زُبُراً كُلُّ حِزْبٍ بِما لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ (٥٣) فَذَرْهُمْ فِي غَمْرَتِهِمْ حَتَّى حِينٍ (٥٤))
ولمّا أخبر سبحانه عن إيتائه الكتاب للاهتداء ، ثمّ عمّا أولاه من سابغ النعماء ، خاطب الرسل بعد ذلك ، فقال : (يا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّباتِ) خصّ الرسل بهذا النداء ، مع أنّ غيرهم أيضا مأمورون بهذا الأمر ، لأنّ أممهم أتباع لهم ، ومقتفون بهم في الأعمال ، فيدخلون تحت هذا النداء. ولم يخاطبوا بذلك دفعة ، لأنّهم أرسلوا في أزمنة مختلفة ، بل على معنى أنّ كلّا منهم خوطب به في زمانه ، وليعتقد السامع أنّ أمرا نودي له جميع الرسل ووصّوا به ، حقيق أن يؤخذ به ويعمل عليه.
وفيه دلالة على أنّ إباحة الطيّبات للأنبياء شرع قديم ، واحتجاج على الرهبانيّة في رفض الطيّبات. وفي اتّصال هذا الكلام بقصّة عيسى تنبيه على أنّ تهيئة أسباب التنعّم لم تكن خاصّة له. وقيل : النداء لعيسى ، ولفظ الجمع للتعظيم.
وعن الحسن ومجاهد وقتادة والكلبي : أنّه سبحانه أراد بهذا النداء من الطيّبات محمّدا صلىاللهعليهوآله سلم ، على مذهب العرب في مخاطبة الواحد مخاطبة الجمع.