من الواو ، أو مفعول ثان لـ «تقطّعوا» فإنّه متضمّن معنى : جعل. وقيل : كتبا ، من : زبرت الكتاب. فيكون مفعولا ثانيا ، أو حالا من «أمرهم» على تقدير مثل : كتبا مختلفة.
(كُلُّ حِزْبٍ) من هؤلاء المتحزّبين المتقطّعين دينهم (بِما لَدَيْهِمْ) من الدين (فَرِحُونَ) راضون بما عندهم من الأديان الباطلة ، معتقدون أنّهم على الحقّ.
(فَذَرْهُمْ) يا محمّد (فِي غَمْرَتِهِمْ) في جهالتهم. شبّهها بالماء الّذي يغمر القامة ، لأنّهم مغمورون فيها. أو شبّهوا باللاعبين في غمرة الماء ، لما هم عليه من الباطل ، كقوله : كأنّني ضارب في غمرة لعب (١) (حَتَّى حِينٍ) إلى أن يقتلوا أو يموتوا فيجازوا.
(أَيَحْسَبُونَ أَنَّما نُمِدُّهُمْ بِهِ مِنْ مالٍ وَبَنِينَ (٥٥) نُسارِعُ لَهُمْ فِي الْخَيْراتِ بَلْ لا يَشْعُرُونَ (٥٦) إِنَّ الَّذِينَ هُمْ مِنْ خَشْيَةِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ (٥٧) وَالَّذِينَ هُمْ بِآياتِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ (٥٨) وَالَّذِينَ هُمْ بِرَبِّهِمْ لا يُشْرِكُونَ (٥٩) وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ ما آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلى رَبِّهِمْ راجِعُونَ (٦٠) أُولئِكَ يُسارِعُونَ فِي الْخَيْراتِ وَهُمْ لَها سابِقُونَ (٦١))
ثمّ سلّى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ونهاه عن الاستعجال بعذابهم ، والجزع من تأخيره ، فقال : (أَيَحْسَبُونَ) هؤلاء الكفرة (أَنَّما نُمِدُّهُمْ بِهِ) أنّ ما نجعله مددا لهم ، بأن نعطيهم
__________________
(١) لذي الرمّة. وتمامه :
ليالي اللهو يعطبيني فأتبعه |
|
كأنّني ضارب .......... |
أي : اللهو يدعوني في ليال كثيرة فأتبعه ، كأنّني سابح في لجّة من الماء تغمر القامة ، لعب فيها.