وتنكيره هاهنا وتعريفه في قوله : (وَلَقَدْ كَتَبْنا فِي الزَّبُورِ) (١) لأنّه في الأصل فعول بمعنى المفعول كالحلوب ، أو المصدر كالقبول. ويؤيّده قراءة حمزة بالضمّ. وهو كالعبّاس وعبّاس ، والفضل وفضل. أو لأنّ المراد وآتينا داود بعض الزبر ، وهي الكتب.
وأن يراد ما ذكر فيه رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم من الزبور ، فسمّى ذلك زبورا ، لأنّه بعض الزبور ، كما سمّي بعض القرآن قرآنا.
(قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ) أنّها آلهة (مِنْ دُونِهِ) كالملائكة والمسيح وعزيز (فَلا يَمْلِكُونَ) فلا يستطيعون (كَشْفَ الضُّرِّ عَنْكُمْ) كالمرض والفقر والقحط (وَلا تَحْوِيلاً) ولا تحويل ذلك منكم إلى غيركم.
(أُولئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ) يعني : هؤلاء الآلهة (يَبْتَغُونَ إِلى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ) يطلبون إلى الله القربة بالطاعة (أَيُّهُمْ أَقْرَبُ) بدل من واو «يبتغون» ، أي : يبتغي من هو أقرب منهم إلى الله الوسيلة ، فكيف بغير الأقرب؟! (وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخافُونَ عَذابَهُ) كسائر العباد ، فكيف تزعمون أنّهم آلهة؟! (إِنَّ عَذابَ رَبِّكَ كانَ مَحْذُوراً) حقيقا بأن يحذره كلّ أحد ، حتى الرسل والملائكة ، فضلا عن غيرهم.
(وَإِنْ مِنْ قَرْيَةٍ إِلاَّ نَحْنُ مُهْلِكُوها قَبْلَ يَوْمِ الْقِيامَةِ أَوْ مُعَذِّبُوها عَذاباً شَدِيداً كانَ ذلِكَ فِي الْكِتابِ مَسْطُوراً (٥٨) وَما مَنَعَنا أَنْ نُرْسِلَ بِالْآياتِ إِلاَّ أَنْ كَذَّبَ بِهَا الْأَوَّلُونَ وَآتَيْنا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُوا بِها وَما نُرْسِلُ بِالْآياتِ إِلاَّ تَخْوِيفاً (٥٩))
__________________
(١) الأنبياء : ١٠٥.