كانَ مِنَ الصَّادِقِينَ (٩) وَلَوْ لا فَضْلُ اللهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللهَ تَوَّابٌ حَكِيمٌ (١٠))
روي : أنّه لمّا نزلت آية القذف قام عاصم بن عديّ الأنصاري وقال : يا رسول الله إن رأى رجل منّا مع امرأته رجلا فأخبر بما رأى ، جلد ثمانين جلدة وردّت شهادته وفسّق ، وإن ضربه بالسيف قتل به ، وإن سكت سكت على غيظ ، وإلى أن يجيء بأربعة شهداء فقد قضى الرجل حاجته ومضى. قال : كذلك أنزلت يا عاصم. فخرج فلم يصل إلى منزله حتّى استقبله هلال بن أميّة يسترجع. فقال : ما وراءك؟ فقال : شرّ وجدت على بطن امرأتي خولة شريك بن سحماء. فقال : هذا والله سؤالي ، فرجعا. فأخبر عاصم رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فبعث إليها. فقال : ما يقول زوجك؟ فقالت : لا أدري ألغيرة أدركته ، أم بخلا على الطعام؟ وكان شريك نزيلهم. فنزلت : (وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْواجَهُمْ) بالزنا (وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ شُهَداءُ) يشهدون لهم على صحّة ما قالوا (إِلَّا أَنْفُسُهُمْ) هذا بدل من «شهداء» أو صفة لهم على أن «إلّا» بمعنى : غير (فَشَهادَةُ أَحَدِهِمْ) أي : فالواجب شهادة أحدهم ، أو فعليهم شهادة أحدهم (أَرْبَعُ شَهاداتٍ) نصب على المصدر بتقدير : يشهد. ولا يجوز انتصابه بـ «شهادة أحدهم» لأنّ المصدر لا ينصب مصدرا. وقد رفعه حمزة والكسائي وحفص على أنّه خبر «شهادة».
(بِاللهِ) متعلّق بـ «شهادات» لأنّها أقرب. وقيل : بـ «شهادة» لتقدّمها. (إِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ) أي : فيما رماها به من الزنا. وأصله : على أنّه ، فحذف الجارّ وكسرت «إنّ» ، وعلّق العامل عنه باللام تأكيدا.
(وَالْخامِسَةُ) أي : الشهادة الخامسة (أَنَّ لَعْنَتَ اللهِ عَلَيْهِ إِنْ كانَ مِنَ الْكاذِبِينَ) في الرمي. وقرأ يعقوب ونافع بالتخفيف في «أن» ورفع اللعنة.
وتوضيح المعنى : أنّ الرجل يقول أربع مرّات مرّة بعد اخرى : أشهد بالله أنّي لمن