عن غيرهم ، سيّما المدعوّ إلى حكمه.
(إِنَّما كانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذا دُعُوا إِلَى اللهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنا وَأَطَعْنا وَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (٥١) وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللهَ وَيَتَّقْهِ فَأُولئِكَ هُمُ الْفائِزُونَ (٥٢))
ولمّا كان من عادة الله أن يتبع ذكر المحقّ المبطل ، وأن ينبّه على ما ينبغي بعد إنكاره لما لا ينبغي ، مدح المؤمنين الصادقين في إيمانهم ، وذمّ الكافرين الراسخين في كفرهم ، فقال : (إِنَّما كانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذا دُعُوا إِلَى اللهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنا) قول النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم (وَأَطَعْنا) أمره ، وإن كان فيما يضرّهم. وعن أبي جعفر عليهالسلام : «أنّ المعنيّ بالآية أمير المؤمنين عليّ عليهالسلام». (وَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ).
(وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ) فيما يأمر. وعن ابن عبّاس : من يطع الله في فرائضه ، ورسوله في سننه. (وَيَخْشَ اللهَ) على ما صدر عنه من الذنوب (وَيَتَّقْهِ) فيما بقي من عمره.
وقرأ يعقوب وقالون عن نافع بلا ياء. وأبو عمرو وأبو بكر بسكون الهاء. وحفص بسكون القاف. فشبّه «تقه» بكتف فخفّف. والهاء في الوقف ساكنة بالاتّفاق. وقرأ أبو بكر وأبو عمرو وخلّاد بخلاف عنه : ويتّقه بإسكان الهاء. وقالون باختلاس كسرتها. والباقون بصلتها.
(فَأُولئِكَ هُمُ الْفائِزُونَ) بالنعيم المقيم. قد جمع الله سبحانه في هذه الآية أسباب الفوز. وعن بعض الملوك أنّه سأل عن آية كافية ، فتليت له هذه الآية.