التبرّج التكلّف في إظهار ما يجب إخفاؤه ، من قولهم : سفينة بارجة لا غطاء عليها.
والبرج : سعة العين ، بحيث يرى بياضها محيطا بسوادها كلّه لا يغيب منه شيء ، إلّا أنّه خصّ بكشف المرأة زينتها ومحاسنها للرجال.
ولمّا ذكر رفع الحظر الّذي يستلزم الجواز ، عقّبه باستحباب التستّر بالثياب عليهنّ ، بعثا منه على اختيار أفضل الأعمال وأحسنها ، فقال : (وَأَنْ يَسْتَعْفِفْنَ) وأن يطلبن العفّة من وضع الثياب (خَيْرٌ لَهُنَ) من الوضع ، لأنّه أبعد من التهمة (وَاللهُ سَمِيعٌ) لمقالتهنّ للرجال (عَلِيمٌ) بمقصودهنّ.
(لَيْسَ عَلَى الْأَعْمى حَرَجٌ وَلا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ وَلا عَلى أَنْفُسِكُمْ أَنْ تَأْكُلُوا مِنْ بُيُوتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ آبائِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أُمَّهاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ إِخْوانِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَخَواتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَعْمامِكُمْ أَوْ بُيُوتِ عَمَّاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَخْوالِكُمْ أَوْ بُيُوتِ خالاتِكُمْ أَوْ ما مَلَكْتُمْ مَفاتِحَهُ أَوْ صَدِيقِكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُناحٌ أَنْ تَأْكُلُوا جَمِيعاً أَوْ أَشْتاتاً فَإِذا دَخَلْتُمْ بُيُوتاً فَسَلِّمُوا عَلى أَنْفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِنْ عِنْدِ اللهِ مُبارَكَةً طَيِّبَةً كَذلِكَ يُبَيِّنُ اللهُ لَكُمُ الْآياتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (٦١))
روي : أنّ المؤمنين كانوا يذهبون بالضعفاء وذوي العاهات إلى بيوت أزواجهم وأولادهم ، وإلى بيوت أقربائهم وأصدقائهم ، فيطعمونهم منها ، فخافوا أن يلحقهم فيه حرج ، فنزلت :