فأمر عليّا عليهالسلام بقتله. وطعن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أبيّا بأحد في المبارزة ، فرجع إلى مكّة ومات.
قال الضحّاك : لمّا بزق عقبة في وجه رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم عاد بزاقه في وجهه ، فأحرق خدّيه ، وكان أثر ذلك فيه حتّى قتل.
(يَقُولُ) يوم البعث (يا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً) أي : تمنّى أن لو صحب الرسول وسلك معه طريقا واحدا ، وهو طريق الحقّ الموصل إلى النجاة ، ولم يتشعّب به طرق الضلالة والهوى.
(يا وَيْلَتى) أي : ينادي ويلته ـ وهي هلكته ـ ويقول لها : تعالي فهذا أوانك (لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلاناً خَلِيلاً) يعني : من أضلّه. وفلان كناية عن الأعلام ، كما أن ألهن كناية عن الأجناس.
(لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ) عن ذكر الله ، أو كتابه ، أو موعظة الرسول ، أو كلمة الشهادة (بَعْدَ إِذْ جاءَنِي) وتمكّنت منه (وَكانَ الشَّيْطانُ) يعني : الخليل المضلّ. سمّاه شيطانا لأنّه أضلّه كما يضلّ الشيطان ، ثمّ خذله ولم ينفعه في العاقبة. أو أراد إبليس ، لأنّه حمله على مخالّته ومخالفة رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم. أو كلّ من تشيطن من جنّ وإنس.
(لِلْإِنْسانِ خَذُولاً) يواليه حتّى يؤدّيه إلى الهلاك ، ثمّ يتركه مخذولا ولا ينفعه. فعول من الخذلان.
وهذه الجملة الفعليّة يحتمل أن تكون حكاية كلام الظالم ، وأن تكون كلام الله.
(وَقالَ الرَّسُولُ يا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هذَا الْقُرْآنَ مَهْجُوراً (٣٠) وَكَذلِكَ جَعَلْنا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ وَكَفى بِرَبِّكَ هادِياً وَنَصِيراً (٣١))