والمفضّل عليه هو الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم على طريقة قوله تعالى : (قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذلِكَ مَثُوبَةً عِنْدَ اللهِ مَنْ لَعَنَهُ اللهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ) (١). كأنّه قيل : إنّما يحملهم على هذه السؤالات أنّهم يضلّلون سبيله ، ويحتقرون مكانه ومنزلته ، وإذا سحبوا على وجوههم إلى جهنّم علموا أنّ مكانهم شرّ من مكانه ، وسبيلهم أضلّ من سبيله.
وقيل : إنّه متّصل بقوله : (أَصْحابُ الْجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُسْتَقَرًّا) (٢). ووصف السبيل بالضلال من الإسناد المجازي للمبالغة.
أورد البخاري في الصحيح عن أنس : «أنّ رجلا قال : يا نبيّ الله كيف يحشر الكافر على وجهه يوم القيامة؟ قال : إن الّذي أمشاه على رجليه قادر على أن يمشيه على وجهه يوم القيامة» (٣).
(وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ وَجَعَلْنا مَعَهُ أَخاهُ هارُونَ وَزِيراً (٣٥) فَقُلْنَا اذْهَبا إِلَى الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا فَدَمَّرْناهُمْ تَدْمِيراً (٣٦) وَقَوْمَ نُوحٍ لَمَّا كَذَّبُوا الرُّسُلَ أَغْرَقْناهُمْ وَجَعَلْناهُمْ لِلنَّاسِ آيَةً وَأَعْتَدْنا لِلظَّالِمِينَ عَذاباً أَلِيماً (٣٧) وَعاداً وَثَمُودَ وَأَصْحابَ الرَّسِّ وَقُرُوناً بَيْنَ ذلِكَ كَثِيراً (٣٨) وَكُلاًّ ضَرَبْنا لَهُ الْأَمْثالَ وَكُلاًّ تَبَّرْنا تَتْبِيراً (٣٩))
ثمّ ذكر حديث الأنبياء وأممهم تسلية للنبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فقال : (وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسَى
__________________
(١) المائدة : ٦٠.
(٢) الفرقان : ٢٤.
(٣) صحيح البخاري ٦ : ١٣٧.