كلّ لون ، وسمّوها عنقاء لطول عنقها ، وكانت تسكن جبلهم الّذي يقال له : فتح أو دمح ، وتنقضّ على صبيانهم فتخطفهم إذا أعوزها الصيد ، ولذلك سمّيت مغربا. فدعا عليها حنظلة ، فأصابتها الصاعقة. ثمّ إنّهم قتلوا حنظلة فأهلكوا.
وقيل : هم أصحاب الأخدود. والرسّ : هو الأخدود (١). وقيل : الرسّ بأنطاكية ، قتلوا فيها حبيبا النجّار. وقيل : قوم كذّبوا نبيّهم ، ورسّوه في بئر ، أي : دسّوه فيها.
(وَقُرُوناً) وأهل أعصار. وقيل : القرن أربعون سنة. وقيل : سبعون. وقيل : مائة وعشرون. (بَيْنَ ذلِكَ) إشارة إلى ما ذكر ، فإنّه قد يذكر الذاكر أشياء مختلفة ، ثمّ يشير إليها بذلك ، أي : ذلك المذكور. وكذا يحسب الحاسب أعدادا متكاثرة ، ثمّ يقول : فذلك كيت وكيت. على معنى : فذلك المحسوب أو المعدود. (كَثِيراً) لا يعلمها إلّا الله.
(وَكُلًّا ضَرَبْنا لَهُ الْأَمْثالَ) بيّنّا له القصص العجيبة من قصص الأوّلين ، ووصفنا لهم ما أجروا إليه من تكذيب الأنبياء إنذارا وإعذارا ، فلمّا أصرّوا أهلكوا ، كما قال عزّ اسمه : (وَكُلًّا تَبَّرْنا تَتْبِيراً) فتتناه تفتيتا. ومنه : التبر لفتات الذهب والفضّة والزجاج.
و «كلّا» الأوّل منصوب بما دلّ عليه «ضربنا» ، وهو : أنذرنا. والثاني بـ «تبّرنا» لأنّه فارغ له ، بخلاف الأوّل.
(وَلَقَدْ أَتَوْا عَلَى الْقَرْيَةِ الَّتِي أُمْطِرَتْ مَطَرَ السَّوْءِ أَفَلَمْ يَكُونُوا يَرَوْنَها بَلْ كانُوا لا يَرْجُونَ نُشُوراً (٤٠) وَإِذا رَأَوْكَ إِنْ يَتَّخِذُونَكَ إِلاَّ هُزُواً أَهذَا الَّذِي بَعَثَ اللهُ رَسُولاً (٤١) إِنْ كادَ لَيُضِلُّنا عَنْ آلِهَتِنا لَوْ لا أَنْ صَبَرْنا عَلَيْها وَسَوْفَ يَعْلَمُونَ حِينَ يَرَوْنَ الْعَذابَ مَنْ أَضَلُّ سَبِيلاً (٤٢))
__________________
(١) الأخدود : الحفرة المستطيلة.