الْقِيامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهاناً (٦٩) إِلاَّ مَنْ تابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صالِحاً فَأُوْلئِكَ يُبَدِّلُ اللهُ سَيِّئاتِهِمْ حَسَناتٍ وَكانَ اللهُ غَفُوراً رَحِيماً (٧٠) وَمَنْ تابَ وَعَمِلَ صالِحاً فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللهِ مَتاباً (٧١))
عن ابن مسعود : «قلت : يا رسول الله أيّ الذنب أعظم؟ قال : أن تجعل لله ندّا وهو خلقك. قلت : ثمّ أيّ؟ قال : أن تقتل ولدك خشية أن يأكل معك. قلت : ثمّ أيّ؟ قال : إن تزاني حليلة جارك».
فصدّقه الله بذلك فقال : (وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللهِ إِلهاً آخَرَ) لا يجعلون لله سبحانه شريكا ، بل إنّما يوجّهون عبادتهم إليه وحده (وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللهُ) أي : حرّمها ، بمعنى حرّم قتلها (إِلَّا بِالْحَقِ) متعلّق بهذا القتل المحذوف ، أو بـ «لا يقتلون». (وَلا يَزْنُونَ).
نفى هذه المقبّحات العظام ـ الّتي هي أمّ المعاصي ـ عن الموصوفين بأصول الطاعات ، الّتي هي الخلال العظيمة في الدين ، إظهارا لكمال إيمانهم ، وإشعارا بأنّ الأجر المذكور موعود للجامع بين ذلك ، وتعريضا للكفرة بأضداده. ولذلك عقّبه بالوعيد تهديدا لهم ، فقال : (وَمَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ يَلْقَ أَثاماً) أي : جزاء إثم ، على حذف المضاف ، بوزن الوبال والنكال ومعناهما. عن مجاهد وعكرمة : أنّ أثاما اسم واد في جهنّم.
(يُضاعَفْ لَهُ الْعَذابُ يَوْمَ الْقِيامَةِ) بدل من «يلق» لأنّه في معناه. وقرأ أبو بكر بالرفع على الاستئناف أو الحال. وكذلك (وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهاناً) ويدوم في العذاب مستحقّا به.
وقرأ ابن كثير ويعقوب : يضعّف بالتشديد والجزم. وابن عامر بالرفع فيهما مع التشديد.
وتضعيف العذاب لارتكابهم الشرك والمعاصي ، فيعذّبون على الشرك وعلى