المعاصي ، فتضاعف العقوبة لمضاعفة المعاقب عليه. وملخّص المعنى : أنّهم يستحقّون على كلّ معصية منها عقوبة ، فيضاعف عليه العذاب.
(إِلَّا مَنْ تابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صالِحاً فَأُوْلئِكَ يُبَدِّلُ اللهُ سَيِّئاتِهِمْ حَسَناتٍ) بأن يمحو سوابق معاصيهم بالتوبة ، أو بدونها تفضّلا ، ويثبت مكانها الحسنات : الإيمان ، والطاعة ، والتقوى. أو يبدّل ملكة المعصية في النفس بملكة الطاعة. وقيل : بأن يوفّقه لأضداد ما سلف منه. أو بأن يثبت له بدل كلّ عقاب ثوابا.
(وَكانَ اللهُ غَفُوراً) ساترا لمعاصي عباده (رَحِيماً) منعما عليهم بالرحمة والفضل ، فلذلك يعفو عن السيّئات ، ويثيب على الحسنات.
(وَمَنْ تابَ) عن المعاصي ، بأن يتركها ويندم عليها (وَعَمِلَ صالِحاً) بأن يتلافى به ما فرط. أو خرج عن المعاصي ، ودخل في الطاعة. (فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللهِ) يرجع إلى امتثال أمره بذلك (مَتاباً) رجوعا مرضيّا عند الله ، ماحيا للعقاب ، محصّلا للثواب. أو فإنّه يرجع بالتوبة إلى ثواب الله مرجعا حسنا ، وأيّ مرجع. وهذا تعميم بعد تخصيص.
(وَالَّذِينَ لا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِراماً (٧٢) وَالَّذِينَ إِذا ذُكِّرُوا بِآياتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْها صُمًّا وَعُمْياناً (٧٣) وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنا هَبْ لَنا مِنْ أَزْواجِنا وَذُرِّيَّاتِنا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنا لِلْمُتَّقِينَ إِماماً (٧٤))
ثمّ عاد سبحانه إلى وصف عباده المخلصين ، فقال : (وَالَّذِينَ لا يَشْهَدُونَ الزُّورَ) أي : لا يحضرون محاضر الكذب والفسق ، ولا يقربونها تنزّها عن مخالطة الشرّ وأهله ، وصيانة لدينهم عمّا يثلمه ، لأنّ مشاهدة الباطل في حكم الشركة فيه. ولذلك قيل في