(وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ ما هُوَ شِفاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ) ما هو في قمع الشرك والشكّ والريب ، وتقويم دينهم ، واستصلاح نفوسهم ، كالدواء الشافي للمرضى. و «من» للبيان ، فإنّ كلّه كذلك. وقيل : للتبعيض. والمعنى : أنّ منه ما يشفي من المرض ، كالفاتحة وآيات الشفاء. وعن النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم : «من لم يستشف بالقرآن فلا شفاه الله».
وقرأ البصريّان : ننزل بالتخفيف.
(وَلا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَساراً) نقصانا ، لتكذيبهم وكفرهم به ، كقوله : (فَزادَتْهُمْ رِجْساً إِلَى رِجْسِهِمْ) (١) (وَإِذا أَنْعَمْنا عَلَى الْإِنْسانِ) بالصحّة والسعة (أَعْرَضَ) عن ذكر الله تعالى (وَنَأى بِجانِبِهِ) لوى عطفه ، وبعّد بنفسه عنه ، كأنّه مستغن مستبدّ. ويجوز أن يكون كناية عن الاستكبار ، لأنّه من عادة المستكبرين.
وقرأ ابن عامر وابن ذكوان هنا وفي فصّلت (٢) : وناء على القلب ، كقولهم : راء في : رأى. ويجوز أن يكون من : ناء بمعنى : نهض. وأمال الكسائي وخلف فتحة النون والهمزة في السورتين. وأمال خلف فتحة الهمزة فيهما فقط. وأمال أبو بكر فتحة الهمزة هنا ، وأخلص فتحته. وورش على أصله في ذوات الراء.
(وَإِذا مَسَّهُ الشَّرُّ) من مرض أو فقر (كانَ يَؤُساً) شديد اليأس من روح الله ، كقوله : (لا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكافِرُونَ) (٣).
__________________
(١) التوبة : ١٢٥.
(٢) فصّلت : ٥١.
(٣) يوسف : ٨٧.